Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 13-15)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَوْمَ يَقُولُ } بدل من يوم ترى { ٱنظُرُونَا } انتظرونا ، لأنهم يسرع بهم إلى الجنة كالبروق الخاطفة على ركاب تزف بهم . وهؤلاء مشاة . وانظروا إلينا لأنهم إذا نظروا إليهم استقبلوهم بوجوههم والنور بين أيديهم فيستضيئون به . وقرىء « أنظرونا » من النظرة وهي الإمهال جعل اتئادهم في المضيّ إلى أن يلحقوا بهم أنظاراً لهم { نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ } نصب منه وذلك أن يلحقوا بهم فيستنيروا به { قِيلَ ٱرْجِعُواْ وَرَاءكُمْ فَٱلْتَمِسُواْ نُوراً } طرد لهم وتهكم بهم ، أي ارجعوا إلى الموقف إلى حيث أعطينا هذا النور فالتمسوه هنالك ، فمن ثم يقتبس . أو ارجعوا إلى الدنيا ، فالتمسوا نوراً بتحصيل سببه وهو الإيمان . أو ارجعوا خائبين وتنحوا عنا ، فالتمسوا نوراً آخر ، فلا سبيل لكم إلى هذا النور ، وقد علموا أن لا نور وراءهم وإنما هو تخييب وإقناط لهم { فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ } بين المؤمنين والمنافقين بحائط حائل بين شقّ الجنة وشق النار . وقيل هو الأعراف لذلك السور { بَابٌ } لأهل الجنة يدخلون منه { بَاطِنُهُ } باطن السور أو الباب ، وهو الشق الذي يلى الجنة { وَظَـٰهِرُهُ } ما ظهر لأهل النار { مِن قِبَلِهِ } من عنده ومن جهته { ٱلْعَذَابُ } وهو الظلمة والنار . وقرأ زيد بن علي رضي الله عنهما « فضرب بينهم » على البناء للفاعل { أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ } يريدون موافقتهم في الظاهر { فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ } محنتموها بالنفاق وأهلكتموها { وَتَرَبَّصْتُمْ } بالمؤمنين الدوائر { وَغرَّتْكُمُ ٱلاْمَانِىُّ } طول الآمال والطمع في امتداد الأعمار { حَتَّىٰ جَاءَ أَمْرُ ٱللَّهِ } وهو الموت { وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ } وغرّكم الشيطان بأنّ الله عفوّ كريم لا يعذبكم . وقرىء « الغرور » بالضم { فِدْيَةٌ } ما يفتدى به { هِىَ مَوْلَـٰكُمْ } قيل هي أولى بكم ، وأنشد قول لبيد @ فَغَدَتْ كِلاَ الْفَرَجَيْنِ تَحْسِبُ أَنَّهُ مُولِي المَخَافَةَ خَلْفَهَا وَأَمَامَهَا @@ وحقيقة مولاكم محراكم ومقمنكم . أي مكانكم الذي يقال فيه هو أولى بكم ، كما قيل هو مئنة للكرم ، أي مكان لقول القائل إنه الكريم . ويجوز أن يراد هي ناصركم ، أي لا ناصر لكم غيرها . والمراد نفي الناصر على البتات . ونحوه قولهم أصيب فلان بكذا فاستنصر الجزع . ومنه قوله تعالى { يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ } الكهف9 وقيل تتولاكم كما توليتم في الدنيا أعمال أهل النار .