Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 25-25)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا } يعني الملائكة إلى الأنبياء { بِٱلْبَيِّنَـٰتِ } بالحجج والمعجزات { وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ } أي الوحي { وَٱلْمِيزَانَ } روى أنّ جبريل عليه السلام نزل بالميزان فدفعه إلى نوح وقال مر قومك يزنوا به { وَأَنزْلْنَا ٱلْحَدِيدَ } قيل نزل آدم من الجنة ومعه خمسة أشياء من حديد السندان ، والكلبتان ، والميقعة والمطرقة ، والإبرة . وروى ومعه المرّ والمسحاة . وعن النبي صلى الله عليه وسلم 1132 " أنّ الله تعالى أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض أنزل الحديد ، والنار ، والماء ، والملح " وعن الحسن { وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ } خلقناه ، كقوله تعالى { وَأَنزَلَ لَكُمْ مّنَ ٱلأَنْعَـٰمِ } الزمر 60 وذلك أنّ أوامره تنزل من السماء وقضاياه وأحكامه { فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ } وهو القتال به { وَمَنَـٰفِعُ لِلنَّاسِ } في مصالحهم ومعايشهم وصنائعهم ، فما من صناعة إلا والحديد آلة فيها أو ما يعمل بالحديد { وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ } باستعمال السيوف والرماح وسائر السلاح في مجاهدة أعداء الدين { بِٱلْغَيْبِ } غائباً عنهم ، قال ابن عباس رضي الله عنهما ينصرونه ولا يبصرونه { إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ } غني بقدرته وعزته في إهلاك من يريد هلاكه عنهم ، وإنما كلفهم الجهاد لينتفعوا به ويصلوا بامتثال الأمر فيه إلى الثواب .