Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 29-29)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لّئَلاَّ يَعْلَمَ } ليعلم { أَهْلُ ٱلْكِتَـٰبِ } الذين لم يسلموا . ولا مزيدة { أَلاَّ يَقْدِرُونَ } أن مخففة من الثقيلة ، أصله أنه لا يقدرون ، يعني أنّ الشأن لا يقدرون { عَلَىٰ شَىْءٍ مّن فَضْلِ ٱللَّهِ } أي لا ينالون شيئاً مما ذكر من فضله من الكفلين والنور والمغفرة ، لأنهم لم يؤمنوا برسول الله ، فلم ينفعهم إيمانهم بمن قبله ، ولم يكسبهم فضلاً قط . وإن كان خطاباً لغيرهم ، فالمعنى اتقوا الله واثبتوا على إيمانكم برسول الله يؤتكم ما وعد من آمن من أهل الكتاب من الكفلين في قوله { أُوْلَـئِكَ يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ } القصص 54 ولا ينقصكم من مثل أجرهم ، لأنكم مثلهم في الإيمانين لا تفرقون بين أحد من رسله . روى 1133 أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جعفراً رضي الله عنه في سبعين راكباً إلى النجاشي يدعوه ، فقدم جعفر عليه فدعاه فاستجاب له ، فقال ناس ممن آمن من أهل مملكته وهم أربعون رجلاً . ائذن لنا في الوفادة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأذن لهم فقدموا مع جعفر وقد تهيأ لوقعة أحد ، فلما رأوا ما بالمسلمين من خصاصة استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرجعوا وقدموا بأموال لهم فآسوا بها المسلمين ، فأنزل الله { ٱلَّذِينَ ءاتَيْنَـٰهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ … } البقرة 121 إلى قوله { … وَمِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ يُنفِقُونَ } البقرة 3 فلما سمع من لم يؤمن من أهل الكتاب قوله { يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ } القصص 54 فخروا على المسلمين وقالوا أما من آمن بكتابكم وكتابنا فله أجره مرّتين ، وأما من لم يؤمن بكتابكم فله أجر كأجركم ، فما فضلكم علينا ؟ فنزلت . وروي أنّ مؤمني أهل الكتاب افتخروا على غيرهم من المؤمنين بأنهم يؤتون أجرهم مرّتين ، وادعوا الفضل عليهم ، فنزلت . وقرىء « لكي يعلم » و « لكيلا يعلم » . و « ليعلم » . و « لأن يعلم » بإدغام النون في الياء . و « لين يعلم » . بقلب الهمزة ياء وإدغام النون في الياء . وعن الحسن « ليلا يعلم » ، بفتح اللام وسكون الياء . ورواه قطرب بكسر اللام . وقيل في وجهها حذفت همزة أن ، وأدغمت نونها في لام لا فصار « للا » ثم أبدلت من اللام المدغمة ياء ، كقولهم ديوان ، وقيراط . ومن فتح اللام فعلى أن أصل لأم الجرّ الفتح ، كما أنشد @ أُرِيدُ لِأنْسَى ذِكْرَهَا … @@ وقرىء « أن لا يقدروا » { بِيَدِ ٱللَّهِ } في ملكه وتصرفه . واليد مثل { يُؤْتِيهِ مَن يَشآءُ } ولا يشاء إلا إيتاء من يستحقه . عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 1134 " من قرأ سورة الحديد كتب من الذين آمنوا بالله ورسله " .