Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 58, Ayat: 22-22)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لاَّ تَجِدُ قَوْماً } من باب التخييل . خيل أن من الممتنع المحال أن تجد قوماً مؤمنين يوالون المشركين ، والغرض به أنه لا ينبغي أن يكون ذلك ، وحقه أن يمتنع ولا يوجد بحال ، مبالغة في النهي عنه والزجر عن ملابسته ، والتوصية بالتصلب في مجانبة أعداء الله ومباعدتهم والاحتراس من مخالطتهم ومعاشرتهم ، وزاد ذلك تأكيداً وتشديداً بقوله { وَلَوْ كَانُواْ ءابَاءَهُمْ } وبقوله { أُوْلَـئِكَ كَتَبَ فِى قُلُوبِهِمُ ٱلإيمَـٰنَ } وبمقابلة قوله { أُوْلَـئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَـٰنِ } المجادلة 99 بقوله أولئك حزب الله فلا تجد شيئاً أدخل في الإخلاص من موالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه ، بل هو الإخلاص بعينه { كَتَبَ فِى قُلُوبِهِمُ ٱلإيمَـٰنَ } أثبته فيها بما وفقهم فيه وشرح له صدورهم { وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ } بلطف من عنده حييت به قلوبهم . ويجوز أن يكون الضمير للإيمان ، أي بروح من الإيمان ، على أنه في نفسه روح لحياة القلوب به . وعن الثوري أنه قال كانوا يرون أنها نزلت فيمن يصحب السلطان . وعن عبد العزيز بن أبي رواد أنه لقيه المنصور في الطواف فلما عرفه هرب منه وتلاها . وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول 1148 " اللهم لا تجعل لفاجر ولا لفاسق عندي نعمة ، فإني وجدت فيما أوحيت إليّ « لا تجد قوماً … " الآية . وروى 1149 أنها نزلت في أبي بكر رضي الله عنه ، وذلك أنّ أبا قحافة سب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصكه صكة سقط منها ، فقال له رسول الله « أو فعلته » ؟ قال نعم ، قال لا تعد » قال والله لو كان السيف قريباً مني لقتلته . وقيل في أبي عبيدة بن الجراح قتل أباه عبد الله الجراح يوم أحد . 1150 وفي أبي بكر دعا ابنه يوم بدر إلى البراز ، وقال لرسول الله دعني أكرّ في الرعلة الأولى قال « متعنا بنفسك يا أبا بكر ، أما تعلم أنك عندي بمنزلة سمعي وبصري » . وفي مصعب بن عمير قتل أخاه عبيد بن عمير يوم أحد . وفي عمر قتل خاله العاص بن هشام يوم بدر . وفي علي وحمزة وعبيد بن الحرث قتلوا عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة يوم بدر . عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 1151 " من قرأ سورة المجادلة كتب من حزب الله يوم القيامة " .