Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 142-144)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ حَمُولَةً وَفَرْشًا } عطف على جنات . أي وأنشأ من الأنعام ما يحمل الأثقال وما يفرش للذبح ، أو ينسج من وبره وصوفه وشعره الفرش . وقيل « الحمولة » الكبار التي تصلح للحمل « والفرش » الصغار كالفصلان والعجاجيل والغنم ، لأنها دانية من الأرض للطافة أجرامها ، مثل الفرش المفروش عليها { وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ } في التحليل والتحريم من عند أنفسكم فعل كما أهل الجاهلية { ثَمَـٰنِيَةَ أَزْوٰجٍ } بدل من حمولة وفرشاً { ٱثْنَيْنِ } زوجين اثنين ، يريد الذكر والأنثى ، كالجمل والناقة ، والثور والبقرة ، والكبش والنعجة ، والتيس والعنز - والواحد إذا كان وحده فهو فرد ، فإذا كان معه غيره من جنسه سمي كل واحد منها زوجاً ، وهما زوجان ، بدليل قوله { خَلَقَ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلاْنثَىٰ } النجم 45 والدليل عليه قوله تعالى { ثَمَـٰنِيَةَ أَزْوٰجٍ } ثم فسرها بقوله { مّنَ ٱلضَّأْنِ ٱثْنَيْنِ وَمِنَ ٱلْمَعْزِ ٱثْنَيْنِ } ، { وَمِنَ ٱلإِبِلِ ٱثْنَيْنِ وَمِنَ ٱلْبَقَرِ ٱثْنَيْنِ } ونحو تسميتهم الفرد بالزوج ، بشرط أن يكون معه آخر من جنسه تسميتهم الزجاجة كأساً بشرط أن يكون فيها خمر . والضأن والمعز جمع ضائن وماعز ، كتاجر وتجر . وقرئا بفتح العين . وقرأ أبيّ « ومن المعزى » وقرىء « اثنان » على الابتداء . الهمزة في { آلذكرين } للإنكار والمراد بالذكرين الذكر من الضأن والذكر من المعز . وبالإثنيين الأنثى من الضأن والأنثى من المعز ، على طريق الجنسية . والمعنى إنكار أن يحرّم الله تعالى من جنسين الغنم ضأنها ومعزها شيئاً من نوعي ذكورها وإناثها ، ولا مما تحمل إناث ، الجنسين وكذلك الذكران من جنسي الإبل والبقر والأنثيان منهما وما تحمل إناثهما وذلك أنهم كانوا يحرّمون ذكورة الأنعام تارة ، وإناثها تارة ، وأولادهما كيفما كانت ذكوراً وإناثاً ، أو مختلطة تارة ، وكانوا يقولون قد حرّمها الله ، فأنكر ذلك عليهم { نَبّئُونِي بِعِلْمٍ } أخبروني بأمر معلوم من جهة الله تعالى يدلّ على تحريم ما حرّمتم { إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } في أنّ الله حرّمه { أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء } بل أكنتم شهداء . ومعنى الهمزة الإنكار ، يعني أم شاهدتم ربكم حين أمركم بهذا التحريم ؟ وذكر المشاهدة على مذهبهم ، لأنهم كانوا لا يؤمنون برسول وهم يقولون الله حرّم هذا الذي نحرّمه ، فتهكم بهم في قوله { أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء } على معنى أعرفتم التوصية به مشاهدين ، لأنكم لا تؤمنون بالرسل { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا } فنسب إليه تحريم ما لم يحرّم { لِيُضِلَّ ٱلنَّاسَ } وهو عمرو بن لحي بن قمعة الذي بحر البحائر وسيب السوائب .