Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 146-147)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ذو الظفر ما له أصبع من دابة أو طائر ، وكان بعض ذات الظفر حلالاً لهم ، فلما ظلموا حرّم ذلك عليهم فعمّ التحريم كل ذي ظفر بدليل قوله { فَبِظُلْمٍ مّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيّبَـٰتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ } النساء 160 وقوله { وَمِنَ ٱلْبَقَرِ وَٱلْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا } كقولك من زيد أخذت ماله ، تريد الإضافة زيادة الربط . والمعنى أنه حرّم عليهم لحم كل ذي ظفر وشحمه وكل شيء منه ، وترك البقر والغنم على التحليل لم يحرّم منهما إلاّ الشحوم الخالصة ، وهي الثروب وشحوم الكلى . وقوله { إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا } يعني إلاّ ما اشتمل على الظهور والجنوب من السحقة { أَوِ ٱلْحَوَايَا } أو اشتمل على الأمعاء { أَوْ مَا ٱخْتَلَطَ بِعَظْمٍ } وهو شحم الإلية . وقيل { ٱلْحَوَايَا } عطف على شحومهما . و « أو » بمنزلتها في قولهم جالس الحسن أو ابن سيرين { ذٰلِكَ } الجزاء { جَزَيْنَـٰهُم } وهو تحريم الطيبات { بِبَغْيِهِمْ } بسبب ظلمهم { وِإِنَّا لَصَـٰدِقُونَ } فيما أوعدنا به العصاة لا نخلفه ، كما لا نخلف ما وعدناه أهل الطاعة . فلما عصوا وبغوا ألحقناهم بهم الوعيد وأحللنا بهم العقاب . { فَإِن كَذَّبُوكَ } في ذلك وزعموا أن الله واسع الرحمة ، وأنه لا يؤاخذ بالبغي ويخلف الوعيد جوداً وكرماً { فَقُلْ } لهم { رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وٰسِعَةٍ } لأهل طاعته { وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ } مع سعة رحمته { عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ } فلا تغترّ برجاء رحمته عن خوف نقمته .