Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 14-16)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أوَليّ { أَغَيْرَ ٱللَّهِ } ؟ همزة الاستفهام دون الفعل الذي هو { ٱتَّخِذُ } لأن الإنكار في اتخاذ غير الله ولياً ، لا في اتخاذ الولي ، فكان أولى بالتقديم . ونحوه { أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَأْمُرُونّى أَعْبُدُ أَيُّهَا ٱلْجَـٰهِلُونَ } الزمر 64 { ءَآللهُ أَذِنَ لَكُمْ } يونس 59 . وقرىء { فَاطِرِ ٱلسَّمَـٰوٰتِ } بالجرّ صفة لله ، وبالرفع على المدح . وقرأ الزهري « فَطَرَ » . وعن ابن عباس رضي الله عنهما ما عرفت ما فاطر السمٰوات والأرض ، حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما أنا فطرتها أي ابتدعتها { وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ } وهو يرزُق ولا يُرْزَق ، كقوله { مَا أُرِيدُ مِنْهُم مّن رّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ } الذاريات 59 والمعنى أن المنافع كلها من عنده ، ولا يجوز عليه الانتفاع . وقرىء « ولا يَطعم » ، بفتح الياء . وروى ابن المأمون عن يعقوب « وهو يُطْعَمُ ولا يُطْعِمُ » ، على بناء الأول للمفعول والثاني للفاعل ، والضمير لغير الله ، وقرأ الأشهب « وهو يطعم ولا يطعم » ، على بنائهما للفاعل . وفسر بأن معناه وهو يطعم ، ولا يستطعم . وحكى الأزهري أطعمت ، بمعنى استطعمت ، ونحوه أفدت . ويجوز أن يكون المعنى وهو يطعم تارة ولا يطعم أخرى على حسب المصالح ، كقولك وهو يعطي ويمنع ، ويبسط ، ويقدر ، ويغني ويفقر { أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ } لأنّ النبي سابق أمته في الإسلام ، كقوله { وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ } الأنعام 163 وكقول موسى { سُبْحَـٰنَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُؤْمِنِينَ } الأعراف 143 { وَلاَ تَكُونَنَّ } وقيل لي لا تكونن { مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } ومعناه أمرت بالإسلام ونهيت عن الشرك . و { مِنْ يُصْرَفْ عَنْهُ } العذاب { يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ } الله الرحمة العظمى وهي النجاة ، كقولك إن أطعمت زيداً من جوعه فقد أحسنت إليه ؟ تريد فقد أتممت الإحسان إليه أو ، فقد أدخله الجنة ، لأن من لم يعذب لم يكن له بدّ من الثواب . وقرىء « من يَصْرِفْ عنه » على البناء للفاعل ، والمعنى من يصرف الله عنه في ذلك اليوم فقد رحمه ، بمعنى من يدفع الله عنه . ويحفظه ، وقد علم من المدفوع عنه . وترك ذكر المصروف لكونه معلوماً أو مذكوراً قبله وهو العذاب . ويجوز أن ينتصب يومئذ يصرف انتصاب المفعول به ، أي من بيصرف الله عنه ذلك اليوم أي هوله ، فقد رحمه . وينصر هذه القراءة قراءة أبيّ رضي الله عنه من يصرف الله عنه .