Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 22-24)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ } ناصبه محذوف تقديره ويوم نحشرهم كان كيت وكيت ، فترك ليبقى على الإبهام الذي هو داخل في التخويف { أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ } أي آلهتكم التي جعلتموها شركاء لله . وقوله { ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } معناه تزعمونهم شركاء ، فحذف المفعولان . وقرىء « يحشرهم » . « ثم يقول » بالياء فيهما . وإنما يقال لهم ذلك على وجه التوبيخ ، ويجوز أن يشاهدوهم ، إلا أنهم حين لا ينفعونهم ولا يكون منهم ما رجوا من الشفاعة . فكأنهم غيب عنهم ، وأن يحال بينهم وبينهم في وقت التوبيخ ليفقدوهم في الساعة التي علقوا بهم الرجاء فيها ، فيروا مكان خزيهم ، وحسرتهم { فِتْنَتُهُمْ } كفرهم . والمعنى ثم لم تكن عاقبة كفرهم - الذي لزموه أعمارهم ، وقاتلوا عليه وافتخروا به ، وقالوا دين آبائنا - إلا جحوده والتبرؤ منه ، والحلف على الانتفاء من التدين به . ويجوز أن يراد ثم لم يكن جوابهم إلا أن قالوا فسمي فتنة لأنه كذب . وقرىء « تكن » بالتاء وفتنتهم ، بالنصب . وإنما أنث { أَن قَالُواْ } لوقوع الخبر مؤنثاً ، كقولك من كانت أمّك ؟ وقرىء بالياء ونصب الفتنة . وبالياء والتاء مع رفع الفتنة . وقرىء « ربنا » بالنصب على النداء { وَضَلَّ عَنْهُم } وغاب عنهم { مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } أي يفترون إلهيته وشفاعته . فإن قلت كيف يصحّ أن يكذبوا حين يطلعون على حقائق الأمور على أن الكذب والجحود لا وجه لمنفعته ؟ قلت الممتحن ينطق بما ينفعه وبما لا ينفعه من غير تمييز بينهما حيرة ودهشاً ألا تراهم يقولون { رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَـٰلِمُون } المؤمنون 107 وقد أيقنوا بالخلود ولم يشكوا فيه ، { وَنَادَوْاْ يٰمَـٰلِكُ مَـٰلِكَ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ } الزخرف 77 وقد علموا أنه لا يقضى عليهم . وأما قول من يقول معناه ما كنا مشركين عند أنفسنا وما علمنا أنا على خطأ في معتقدنا ، وحملُ قوله { ٱنظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ } يعني في الدنيا فتمحل وتعسف وتحريف لأفصح الكلام إلى ما هو عيّ وإقحام ، لأن المعنى الذي ذهبوا إليه ليس هذا الكلام بمترجم عنه ولا منطبق عليه ، وهو نابٍ عنه أشدّ النبوّ . وما أدري ما يصنع من ذلك تفسيره بقوله تعالى { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَىْء أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْكَـٰذِبُونَ } المجادلة 18 بعد قوله { وَيَحْلِفُونَ عَلَى ٱلْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } المجادلة 14 فشبه كذبهم في الآخرة بكذبهم في الدنيا .