Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 30-31)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وُقِفُواْ عَلَىٰ رَبّهِمْ } مجاز على الحبس للتوبيخ والسؤال ، كما يوقف العبد الجاني بين يدي سيده ليعاتبه . وقيل وقفوا على جزاء ربهم . وقيل عرفوه حق التعريف { قَالَ } مردود على قول قائل قال ماذا قال لهم ربهم إذ وقفوا عليه ؟ فقيل قال { أَلَيْسَ هَـٰذَا بِٱلْحَقّ } وهذا تعيير من الله تعالى لهم على التكذيب . وقولهم - لما كانوا يسمعون من حديث البعث والجزاء - ما هو بحق وما هو إلا باطل { بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ } بكفركم بلقاء الله ببلوغ الآخرة وما يتصل بها . وقد حقق الكلام فيه في مواضع أخر . و { حَتَّىٰ } غاية لكذبوا لا لخسر ، لأن خسرانهم لا غاية له . أي ما زال بهم التكذيب إلى حسرتهم وقت مجيء الساعة . فإن قلت أما يتحسرون عند موتهم ؟ قلت لما كان الموت وقوعاً في أحوال الآخرة ومقدماتها جعل من جنس الساعة وسمي باسمها ، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 373 " من مات فقد قامت قيامته " أو جعل مجيء الساعة بعد الموت لسرعته كالواقع بغير فترة { بَغْتَةً } فجأة وانتصابها على الحال بمعنى باغتة ، أو على المصدر كأنه قيل بغتتهم الساعة بغتة { فَرَّطْنَا فِيهَا } الضمير للحياة الدنيا ، جيء بضميرها وإن لم يجر لها ذكر لكونها معلومة ، أو للساعة على معنى قصرنا في شأنها وفي الإيمان بها ، كما تقول فرّطت في فلان . ومنه فرّطت في جنب الله { يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ } كقوله { فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } الشورى 30 لأنه اعتيد حمل الأثقال على الظهور ، كما ألف الكسب بالأيدي { سَاء مَا يَزِرُونَ } بئس شيئاً يزرون وزرهم ، كقوله { سَاء مَثَلاً ٱلْقَوْمُ } الأعراف 177 .