Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 38-38)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أُمَمٌ أَمْثَـٰلُكُمْ } مكتوبة أرزاقها وآجالها وأعمالها كما كتبت أرزاقكم وآجالكم وأعمالكم { مَّا فَرَّطْنَا } ما تركنا وما أغفلنا { فِى ٱلْكِتَـٰبِ } في اللوح المحفوظ { مِن شَىْء } من ذلك لم نكتبه ولم نثبت ما وجب أن يثبت مما يختص به { ثُمَّ إِلَىٰ رَبّهِمْ يُحْشَرُونَ } يعني الأمم كلها من الدواب والطير فيعوضها وينصف بعضها من بعض ، كما روي 375 " أنه يأخذ للجماء من القرناء " ، فإن قلت كيف قيل { إِلاَّ أُمَمٌ } مع إفراد الدابة والطائر ؟ قلت لما كان قوله تعالى { وَمَا مِن دَابَّةٍ فِى ٱلأرْضِ وَلاَ طَائِرٍ } دالاً على معنى الاستغراق ومغنياً عن أن يقال وما من دواب ولا طير ، حمل قوله { إِلاَّ أُمَمٌ } على المعنى ، فإن قلت هلا قيل وما من دابة ولا طائر إلا أمم أمثالكم ؟ وما معنى زيادة قوله { وفِى ٱلأَرْضِ } و { يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ } قلت معنى ذلك زيادة التعميم والإحاطة ، كأنه قيل وما من دابة فقط في جميع الأرضين السبع ، وما من طائر قط في جو السماء من جميع ما يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم محفوظة أحوالها غير مهمل أمرها . فإن قلت فما الغرض في ذكر ذلك ؟ قلت الدلالة على عظم قدرته ، ولطف علمه ، وسعة سلطانه وتدبيره تلك الخلائق المتفاوتة الأجناس ، المتكاثرة الأصناف ، وهو حافظ لما لها وما عليها ، مهيمن على أحوالها ، لا يشغله شأن عن شأن ، وأنّ المكلفين ليسوا بمخصوصين بذلك دون من عداهم من سائر الحيوان . وقرأ ابن أبي عبلة « ولا طائر » ، بالرفع على المحل ، كأنه قيل وما دابة ولا طائر . وقرأ علقمة « ما فرطنا » بالتخفيف .