Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 40-41)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَرَأَيْتُكُم } أخبروني . والضمير الثاني لا محل له من الإعراب لأنك تقول أرأيتك زيداً ما شأنه ، فلو جعلت للكاف محلاً لكنت كأنك تقول أرأيت نفسك زيداً ما شأنه ؟ وهو خلف من القول ، ومتعلق الاستخبار محذوف ، تقديره إن أتاكم عذاب الله { أَوْ أَتَتْكُمْ ٱلسَّاعَةُ } من تدعون . ثم بكتهم بقوله { أَغَيْرَ ٱللَّهِ تَدْعُونَ } بمعنى أتخصون آلهتكم بالدعوة فيما هو عادتكم إذا أصابكم ضرّ ، أم تدعون الله دونها { بَلْ إِيَّـٰهُ تَدْعُونَ } بل تخصونه بالدعاء دون الآلهة { فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ } أي ما تدعونه إلى كشفه { إِن شَاء } إن أراد أن يتفضل عليكم ولم يكن مفسدة { وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ } وتتركون آلهتكم أو لا تذكرونها في ذلك الوقت لأن أذهانكم في ذلك الوقت مغمورة بذكر ربكم وحده ، إذ هو القادر على كشف الضرّ دون غيره ، ويجوز أن يتعلق الاستخبار بقوله { أَغَيْرَ ٱللَّهِ تَدْعُونَ } كأنه قيل أغير الله تدعون إن أتاكم عذاب الله . فإن قلت إن علقت الشرط به فما تصنع بقوله { فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ } مع قوله { أَوْ أَتَتْكُمْ ٱلسَّاعَةُ } وقوارع الساعة لا تكشف عن المشركين ؟ قلت قد اشترط في الكشف المشيئة ، وهو قوله { إِن شَاء } إيذاناً بأنه إن فعل كان له وجه من الحكمة ، إلا أنه لا يفعل لوجه آخر من الحكمة أرجح منه .