Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 61-62)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ حَفَظَةً } ملائكة حافظين لأعمالكم وهم الكرام الكاتبون . وعن أبي حاتم السجستاني أنه كان يكتب عن الأصمعي كل شيء يلفظ به من فوائد العلم ، حتى قال فيه أنت شبيه الحفظة ، تكتب لغط اللفظة فقال أبو حاتم وهذا أيضاً مما يكتب . فإن قلت الله تعالى غنيّ بعلمه عن كتبة الملائكة ، فما فائدتها ؟ قلت فيها لطف للعباد ، لأنهم إذا علموا أن الله رقيب عليهم والملائكة الذين هم أشرف خلقه موكلون بهم يحفظون عليهم أعمالهم ويكتبونها في صحائف تعرض على رؤس الأشهاد في مواقف القيامة ، كان ذلك أزجر لهم عن القبيح وأبعد عن السوء { تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا } أي استوفت روحه وهم ملك الموت وأعوانه . وعن مجاهد جعلت الأرض له مثل الطست يتناول من يتناوله . وما من أهل بيت إلاّ ويطوف عليهم في كل يوم مرّتين . وقرىء « توفاه » ، ويجوز أن يكون ماضياً ومضارعاً بمعنى تتوفاه . و { يُفَرّطُونَ } بالتشديد والتخفيف ، فالتفريط التواني والتأخير عن الحدّ ، والإفراط مجاوزة الحدّ أي لا ينقصون مما أمروا به أو لا يزيدون فيه { ثُمَّ رُدُّواْ إِلَىٰ ٱللَّهِ } أي إلى حكمه وجزائه { مَوْلَـٰهُمُ } مالكهم الذي يلي عليهم أمورهم { ٱلْحَقّ } العدل الذي لا يحكم إلاّ بالحق { أَلاَ لَهُ ٱلْحُكْمُ } يومئذ لا حكم فيه لغيره { وَهُوَ أَسْرَعُ ٱلْحَـٰسِبِينَ } لا يشغله حساب عن حساب . وقرىء « الحقَّ » بالنصب على المدح كقولك الحمد لله الحقَّ .