Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 64, Ayat: 14-15)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
إنّ من الأزواج أزواجاً يعادين بعولتهنّ ويخاصمنهم ويجلبن عليهم ، ومن الأولاد أولاداً يعادون آبائهم ويعقونهم ويجرعونهم الغصص والأذى { فَٱحْذَرُوهُمْ } الضمير للعدوّ أو للأزواج والأولاد جميعاً ، أي لما علمتم أنّ هؤلاء لا يخلون من عدوّ ، فكونوا منهم على حذر ولا تأمنوا غوائلهم وشرهم { وَإِن تَعْفُواْ } عنهم إذا اطلعتم منهم على عداوة ولم تقابلوهم بمثلها ، فإن الله يغفر لكم ذنوبكم ويكفر عنكم . وقيل إنّ ناساً أرادوا الهجرة عن مكة ، فثبطهم أزواجهم وأولادهم وقالوا تنطلقون وتضيعوننا فرقوا لهم ووقفوا ، فلما هاجروا بعد ذلك ورأوا الذين سبقوهم قد فقهوا في الدين أرادوا أن يعاقبوا أزواجهم وأولادهم ، فزين لهم العفو . وقيل قالوا لهم أين تذهبون وتدعون بلدكم وعشيرتكم وأموالكم ، فغضبوا عليهم وقالوا لئن جمعنا الله في دار الهجرة لم نصبكم بخير ، فلما هاجروا منعوهم الخير ، فحثوا أن يعفوا عنهم ويردّوا إليهم البر والصلة . وقيل كان عوف بن مالك الأشجعي ذا أهل وولد ، فإذا أراد أن يغزو أو تعلقوا به وبكوا إليه ورققوه ، فكأنه همّ بأذاهم ، فنزلت . { فِتْنَةٌ } بلاء ومحنة ، لأنهم يوقعون في الإثم والعقوبة ، ولا بلاء أعظم منهما ألا ترى إلى قوله { وَٱللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } وفي الحديث 1190 " يؤتى برجل يوم القيامة فيقال أكل عياله حسناته " وعن بعض السلف العيال سوس الطاعات . وعن النبي صلى الله عليه وسلم 1191 " أنه كان يخطب ، فجاء الحسن ، والحسين وعليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان ، فنزل إليهما فأخذهما ووضعهما في حجره على المنبر فقال « صدق الله { إِنَّمَا أَمْوٰلُكُمْ وَأَوْلَـٰدُكُمْ فِتْنَةٌ } رأيت هذين الصبيين فلم أصبر عنهما " ثم أخذ في خطبته . وقيل إذا أمكنكم الجهاد والهجرة فلا يفتنكم الميل إلى الأموال والأولاد عنهما .