Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 66, Ayat: 11-12)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وامرأة فرعون آسية بنت مزاحم . وقيل هي عمة موسى عليه السلام آمنت حين سمعت بتلقف عصا موسى الإفك ، فعذبها فرعون . عن أبي هريرة أن فرعون وتد امرأته بأربعة أوتاد ، واستقبل بها الشمس وأضجعها على ظهرها ، ووضع رحى على صدرها . وقيل أمر بأن تلقى عليها صخرة عظيمة فدعت الله فرقي بروحها ، فألقيت الصخرة على جسد لا روح فيه . وعن الحسن فنجاها الله أكرم نجاة فرفعها إلى الجنة فهي تأكل وتشرب وتتنعم فيها . وقيل لما قالت رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة أريت بيتها في الجنة يبنى . وقيل إنه من درة . وقيل كانت تعذب في الشمس فتظلها الملائكة . فإن قلت ما معنى الجمع بين عندك وفي الجنة ؟ قلت طلبت القرب من رحمة الله والبعد من عذاب أعدائه ، ثم بينت مكان القرب بقولها { فِى ٱلْجَنَّةِ } أو أرادت ارتفاع الدرجة في الجنة وأن تكون جنتها من الجنان التي هي أقرب إلى العرش وهي جنات المأوى ، فعبرت عن القرب إلى العرش بقولها { عِندَكَ } . { مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ } من عمل فرعون . أو من نفس فرعون الخبيثة وسلطانه الغشوم ، وخصوصاً من عمله وهو الكفر ، وعبادة الأصنام ، والظلم ، والتعذيب بغير جرم { وَنَجّنِى مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ } من القبط كلهم . وفيه دليل على أنّ الاستعاذة بالله والالتجاء إليه ومسألة الخلاص منه عند المحن والنوازل من سير الصالحين وسنن الأنبياء والمرسلين { فَٱفْتَحْ بَيْنِى وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجّنِى وَمَن مَّعِى مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } ، الشعراء 118 { رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لّلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ وَنَجّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْكَـٰفِرِينَ } يونس 86 . { فِيهِ } في الفرج . وقرأ ابن مسعود فيها ، كما قرىء في سورة الأنبياء ، والضمير للجملة ، وقد مرّ لي في هذا الظرف كلام . ومن بدع التفاسير أنّ الفرج هو جيب الدرع ، ومعنى أحصنته منعته جبربل ، وأنه جمع في التمثيل بين التي لها زوج والتي لا زوج لها ، تسلية للأرامل وتطييباً لأنفسهنّ { وَصَدَّقَتْ } قرىء بالتشديد والتخفيف على أنها جعلت الكلمات والكتب صادقة ، يعني وصفتها بالصدق ، وهو معنى التصديق بعينه . فإن قلت فما في كلمات الله وكتبه ؟ قلت يجوز أن يراد بكلماته صحفه التي أنزلها على إدريس وغيره ، سماها كلمات لقصرها ، وبكتبه الكتب الأربعة ، وأن يراد جميع ما كلم الله به ملائكته وغيرهم ، وجميع ما كتبه في اللوح وغيره . وقرىء « بكلمة الله وكتابه » ، أي بعيسى وبالكتاب المنزل عليه وهو الإنجيل . فإن قلت لم قيل { مِنَ ٱلْقَـٰنِتِينَ } على التذكير ؟ قلت لأنّ القنوت صفة تشمل من قنت من القبيلين ، فغلب ذكوره على إناثه . و { مِنَ } للتبعيض ويجوز أن يكون لابتداء الغاية ، على أنهاولدت من القانتين لأنها من أعقاب هرون أخي موسى صلوات الله عليهما . وعن النبي صلى الله عليه وسلم 1213 " كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا أربع آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، ومريم ابنة عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد . وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " وأما ما روي أنّ عائشة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف سمى الله المسلمة ؟ تعني مريم ، ولم يسم الكافرة ؟ فقال بغضاً لها قالت وما اسمها ؟ قال اسم امرأة نوح « واعلة » واسم امرأة لوط « واهلة » فحديث أثر الصنعة عليه ظاهر بين ، ولقد سمى الله تعالىٰ جماعة من الكفار بأسمائهم وكناهم ، ولو كانت التسمية للحب وتركها للبغض لسمى آسية ، وقد قرن بينها وبين مريم في التمثيل للمؤمنين ، وأبى الله إلا أن يجعل للمصنوع أمارة تنم عليه ، وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم أحكم وأسلم من ذلك . عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 1214 " من قرأ سورة التحريم آتاه الله توبة نصوحاً " .