Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 67, Ayat: 16-19)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مَّن فِى ٱلسَّمَآءِ } فيه وجهان أحدهما من ملكوته في السماء لأنها مسكن ملائكته وثم عرشه وكرسيه واللوح المحفوظ ، ومنها تنزل قضاياه وكتبه وأوامره ونواهيه . والثاني أنهم كانوا يعتقدون التشبيه ، وأنه في السماء ، وأنّ الرحمة والعذاب ينزلان منه ، وكانوا يدعونه من جهتها ، فقيل لهم على حسب اعتقادهم أأمنتم من تزعمون أنه في السماء ، وهو متعال عن المكان أن يعذبكم بخسف أو بحاصب ، كما تقول لبعض المشبهة أما تخاف من فوق العرش أن يعاقبك بما تفعل ، إذا رأيته يركب بعض المعاصي { فَسَتَعْلَمُونَ } قرىء بالتاء والياء { كَيْفَ نَذِيرِ } أي إذا رأيتم المنذر به علمتم كيف إنذاري حين لا ينفعكم العلم { صَٰفَّـٰتٍ } باسطات أجنحتهنّ في الجوّ عند طيرانها لأنهن إذا بسطنها صففن قوادمها صفاً { وَيَقْبِضْنَ } ويضممنها إذا ضربن بها جنوبهن . فإن قلت لم قيل ويقبضن ، ولم يقل وقابضات ؟ قلت لأن الأصل في الطيران هو صف الأجنحة لأنّ الطيران في الهواء كالسباحة في الماء ، والأصل في السباحة مدّ الأطراف وبسطها . وأما القبض فطارىء على البسط للاستظهار به على التحرك ، فجيء بما هو طار غير أصل بلفظ الفعل ، على معنى أنهن صافات ، ويكون منهن القبض تارة كما يكون من السابح { مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ ٱلرَّحْمَـٰنُ } بقدرته وبما دبر لهن من القوادم والخوافي ، وبني الأجسام على شكل وخصائص قد تأتى منها الجري في الجو { إِنَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ بَصِيرٌ } يعلم كيف يخلق وكيف يدبر العجائب .