Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 67, Ayat: 22-24)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يجعل « أكب » مطاوع « كبه » يقال كببته فأكب ، من الغرائب والشواذ . ونحوه قشعت الريح السحاب فأقشع ، وما هو كذلك ولا شيء من بناء أفعل مطاوعاً ، ولا يتقن نحو هذا إلا حملة كتاب سيبويه وإنما « أكب » من باب « انفض ، وألأم » ومعناه دخل في الكب ، وصار ذا كب وكذلك أقشع السحاب دخل في القشع . ومطاوع كب وقشع انكب وانقشع . فإن قلت ما معنى { يَمْشِى مُكِبّاً عَلَىٰ وَجْهِهِ } ؟ وكيف قابل { يَمْشِى سَوِيّاً عَلَى صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } ؟ قلت معناه يمشي معتسفاً في مكان معتاد غير مستو فيه انخفاض وارتفاع ، فيعثر كل ساعة فيخر على وجهه منكباً ، فحاله نقيض حال من يمشي سوياً ، أي قائماً سالماً من العثور والخرور . أو مستوي الجهة قليل الانحراف خلاف المعتسف الذي ينحرف هكذا وهكذا على طريق مستو . ويجوز أن يراد الأعمى الذي لا يهتدي إلى الطريق فيعتسف ، فلا يزال ينكب على وجهه ، وأنه ليس كالرجل السوي الصحيح البصر الماشي في الطريق المهتدي له ، وهو مثل للمؤمن والكافر . وعن قتادة الكافر أكب على معاصي الله تعالى فحشره الله يوم القيامة على وجهه . وعن الكلبي عنى به أبو جهل بن هشام . وبالسويّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقيل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه .