Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 35-39)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
كان صناديد قريش يرون وفور حظهم من الدنيا وقلة حظوظ المسلمين منها ، فإذا سمعوا بحديث الآخرة وما وعد الله المسلمين قالوا إن صح أنا نبعث كما يزعم محمد ومن معه لم تكن حالهم وحالنا إلا مثل ما هي في الدنيا ، وإلا لم يزيدوا علينا ولم يفضلونا ، وأقصى أمرهم أن يساوونا ، فقيل أنحيف في الحكم فنجعل المسلمين كالكافرين . ثم قيل لهم على طريقة الالتفات { مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ36 } هذا الحكم الأعوج ؟ كأنّ أمر الجزاء مفوّض إليكم حتى تحكموا فيه بما شئتم { أَمْ لَكُمْ كِتَـٰبٌ } من السماء { تَدْرُسُونَ } في ذلك الكتاب أنّ ما تختارونه وتشتهونه لكم ، كقوله تعالى { أَمْ لَكُمْ سُلْطَـٰنٌ مُّبِينٌ 156 } فأتوا بكتابكم والأصل تدرسون أنّ لكم ما تخيرون ، بفتح أنّ لأنه مدروس فلما جاءت اللام كسرت . ويجوز أن تكون حكاية للدروس ، كما هو ، كقوله { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى ٱلأَخِرِينَ * سَلَـٰمٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِى ٱلْعَـٰلَمِينَ } الصافات78 - 79 . وتخير الشيء واختاره أخذ خيره ، ونحوه تنخله وانتخله إذا أخذ منخوله . لفلان عليّ يمين بكذا إذا ضمنته منه وحلفت له على الوفاء به ، يعني أم ضمنا منكم وأقسمنا لكم بأيمان مغلظة متناهية في التوكيد فإن قلت بم يتعلق { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ } ؟ قلت بالقدر في الظرف ، أي هي ثابتة لكم علينا إلى يوم القيامة لا تخرج عن عهدتها إلا يومئذٍ إذا حكمناكم وأعطيناكم ما تحكمون . ويجوز أن يتعلق ببالغة ، على أنها تبلغ ذلكم اليوم وتنتهي إليه وافرة لم تبطل منها يمين إلى أن يحصل المقسم عليه من التحكيم . وقرأ الحسن « بالغة » بالنصب على الحال من الضمير في الظرف { إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ } جواب القسم لأنّ معنى { أَمْ لَكُمْ أَيْمَـٰنٌ عَلَيْنَا } أم أقسمنا لكم .