Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 30-37)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ثُمَّ ٱلْجَحِيمَ صَلُّوهُ31 } ثم لا تصلوه إلا الجحيم ، وهي النار العظمى ، لأنه كان سلطاناً يتعظم على الناس . يقال صلى النار وصلاه النار . سلكه في السلسلة أن تلوى على جسده حتى تلتف عليه أثناؤها وهو فيما بينها مرهق مضيق عليه لا يقدر على حركة وجعلها سبعين ذراعاً إرادة الوصف بالطول . كما قال { إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً } التوبة80 ، يريد مرات كثيرة ، لأنها إذا طالت كان الإرهاق أشد . والمعنى في تقديم السلسلة على السلك مثله في تقديم الجحيم على التصلية . أي لا تسلكوه إلا في هذه السلسلة ، كأنها أفظع من سائر مواضع الإرهاق في الجحيم . ومعنى { ثُمَّ } الدلالة على تفاوت ما بين الغل والتصلية بالجحيم ، وما بينها وبين السلك في السلسلة ، لا على تراخي المدة إنه تعليل على طريق الاستئناف ، وهو أبلغ كأنه قيل ما له يعذب هذا العذاب الشديد ؟ فأجيب بذلك . وفي قوله { وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ34 } دليلان قويان على عظم الجرم في حرمان المسكين ، أحدهما عطفه على الكفر ، وجعله قرينة له . والثاني ذكر الحض دون الفعل ، ليعلم أنّ تارك الحض بهذه المنزلة ، فكيف بتارك الفعل ، وما أحسن قول القائل @ إذَا نَزَلَ الأضْيَافُ كَانَ عَذَوَّرا عَلَى الْحَىِّ حَتَّى تَسْتَقِلَّ مَرَاجِلُهْ @@ يريد حضهم على القرى واستعجلهم وتشاكس عليهم . وعن أبي الدرداء أنه كان يحض امرأته على تكثير المرق لأجل المساكين ، وكان يقول خلعنا نصف السلسلة بالإيمان ، أفلا نخلع نصفها الآخر ؟ وقيل هو منع الكفار . وقولهم { أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاء ٱللَّهُ أَطْعَمَهُ } يس 47 والمعنى على بذل طعام المسكين { حَمِيمٌ } قريب يدفع عنه ويحزن عليه ، لأنهم يتحامونه ويفرون منه ، كقوله { وَلاَ يَسْـئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } المعارج 10 ، والغسلين غسالة أهل النار وما يسيل من أبدانهم من الصديد والدم فعلين من الغسل { ٱلْخَـٰطِئُونَ } الآثمون أصحاب الخطايا . وخطىء الرجل إذا تعمد الذنب ، وهم المشركون عن ابن عباس وقرىء « الخاطيون » بإبدال الهمزة ياء ، والخاطون بطرحها . وعن ابن عباس ما الخاطون ؟ كلنا نخطو ، وروى عنه أبو الأسود الدؤلي ما الخاطون ؟ إنما هو الخاطئون ما الصابون ؟ إنما هو الصابئون ويجوز أن يراد الذين يتخطون الحق إلى الباطل ، ويتعدوّن حدود اللَّه .