Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 44-52)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

التقوّل افتعال القول ، لأن فيه تكلفاً من المفتعل ، وسمى الأقوال المتقولة « أقاويل » تصغيراً بها وتحقيراً ، كقولك الأعاجيب والأضاحيك ، كأنها جمع أفعولة من القول والمعنى ولو ادعى علينا شيئاً لم نقله لقتلناه صبراً ، كما يفعل الملوك بمن يتكذب عليهم معاجلة بالسخط والانتقام ، فصوّر قتل الصبر بصورته ليكون أهول وهو أن يؤخذ بيده وتضرب رقبته . وخص اليمين عن اليسار لأن القتال إذا أراد أن يوقع الضرب في قفاه أخذ بيساره ، وإذا أراد أن يوقعه في جيده وأن يكفحه بالسيف ، وهو أشد على المصبور لنظره إلى السيف أخذ بيمينه ومعنى { لأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ45 } لأخذنا بيمينه ، كما أن قوله { لَقَطَعْنَا مِنْهُ ٱلْوَتِينَ } لقطعنا وتينه ، وهذا بيّن ، والوتين نياط القلب وهو حبل الوريد إذا قطع مات صاحبه . وقرىء « ولو تقوّل » على البناء للمفعول قيل { حَـٰجِزِينَ } في وصف أحد لأنه في معنى الجماعة ، وهو اسم يقع في النفي العام مستوياً فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث . ومنه قوله تعالى { لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّن رُّسُلِهِ } البقرة 285 ، { لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مّنَ ٱلنّسَاء } الأحزاب 32 ، والضمير في عنه للقتل ، أي لا يقدر أحد منكم أن يحجزه عن ذلك ويدفعه عنه . أو لرسول الله ، أي لا تقدرون أن تحجزوا عنه القاتل وتحولوا بينه وبينه والخطاب للناس ، وكذلك في قوله تعالى { وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذّبِينَ } وهو إيعاد على التكذيب . وقيل الخطاب للمسلمين . والمعنى أن منهم ناساً سيكفرون بالقرآن { وَإِنَّهُ } الضمير للقرآن { لَحَسْرَةٌ } على الكافرين به المكذبين له إذا رأوا ثواب المصدقين به . أو للتكذيب ، وأن القرآن اليقين حق اليقين ، كقولك هو العالم حق العالم ، وجدّ العالم . والمعنى لعين اليقين ، ومحض اليقين { فَسَبِّحْ } اللَّه بذكر اسمه العظيم وهو قوله سبحان اللَّه وأعبده شكراً على ما أهلك له من إيحائه إليك . عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم 1225 " من قرأ سورة الحاقة حاسبه الله حساباً يسيراً " .