Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 127-127)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَيَذَرَكَ } عطف على { لِيُفْسِدُوا } لأنه إذا تركهم ولم يمنعهم ، وكان ذلك مؤدّياً إلى ما دعوه فساداً وإلى تركه وترك آلهته ، فكأنه تركهم لذلك . أو هو جواب للاستفهام بالواو كما يجاب بالفاء ، نحو قول الحطيئة @ أَلَمْ أَكُ جَارَكُمْ وَيَكُونُ بَيْنِي وَبَيْنَيكُمُ المْمَوَدَّةُ وَالإخَاءُ @@ والنصب بإضمار « أن » تقديره أيكون منك ترك موسى ، ويكون تركه إياك وآلهتك . وقرىء ويذرك وآلهتك بالرفع عطفاً على أتذر موسى ، بمعنى أتذره وأيذرك ، يعني تطلق له ذلك . أو يكون مستأنفاً أو حالاً على معنى أتذره وهو يذرك وآلهتك . وقرأ الحسن ويذرك بالجزم ، كأنه قيل يفسدوا ، كما قرىء { وَأَكُن مّنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ } المنافقون 10 كأنه قيل « أصدّق » . وقرأ أنس رضي الله عنه « ونذرك » ، بالنون والنصب ، أي يصرفنا عن عبادتك فنذرها . وقرىء « ويذرك وإلاهتك » ، أي عبادتك . وروي أنهم قالوا له ذلك ، لأنه وافق السحرة على الإيمان ستمائة ألف نفس ، فأرادوا بالفساد في الأرض ذلك وخافوا أن يغلبوا على الملك ، وقيل صنع فرعون لقومه أصناماً وأمرهم أن يعبدوها تقرباً إليه كما يعبد عبدة الأصنام الأصنام ، ويقولون ليقربونا إلى الله زلفى ، ولذلك قال أنا ربكم الأعلى { سَنُقَتّلُ أَبْنَاءهُمْ } يعني سنعيد عليهم ما كنا محناهم به من قتل الأبناء ، ليعلموا أنا على ما كنا عليه من الغلبة والقهر ، وأنهم مقهورون تحت أيدينا كما كانوا ، وأن غلبة موسى لا أثر لها في ملكنا واستيلائنا ، ولئلا يتوهم العامة أنه هو المولود الذي أخبر المنجمون والكهنة بذهاب ملكنا على يده ، فيثبطهم ذلك عن طاعتنا ويدعوهم إلى اتباعه ، وأنه منتظر بعد .