Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 12-12)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَلاَّ تَسْجُدَ } « لا » في { أَن لا تَسْجُدَ } صلة بدليل قوله { مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىَّ } ص 75 ومثلها { لّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ ٱلْكِتَـٰبِ } الحديد 29 بمعنى ليعلم فإن قلت ما فائدة زيادتها ؟ قلت توكيد معنى الفعل الذي تدخل عليه وتحقيقه كأنه قيل ليتحقق علم أهل الكتاب . وما منعك أن تحقق السجود وتلزمه نفسك ؟ { إِذْ أَمَرْتُكَ } لأن أمري لك بالسجود أوجبه عليك إيجاباً وأحتمه عليك حتماً لا بدّ منه ، فإن قلت لم سأله عن المانع من السجود ، وقد علم ما منعه ؟ قلت للتوبيخ ، ولإظهار معاندته وكفره وكبره وافتخاره بأصله وازدرائه بأصل آدم ، وأنه خالف أمر ربه معتقداً أنه غير واجب عليه ، لما رأى أنّ سجود الفاضل للمفضول خارج من الصواب . فإن قلت كيف يكون قوله { أَنَاْ خَيْرٌ مّنْهُ } جواباً لما منعك ، وإنما الجواب أن يقول منعني كذا ؟ قلت قد استأنف قصة أخبر فيها عن نفسه بالفضل على آدم ، وبعلة فضله عليه ، وهو أنّ أصله من نار وأصل آدم من طين ، فعلم منه الجواب وزيادة عليه ، وهي إنكار للأمر واستبعاد أن يكون مثله مأموراً بالسجود لمثله ، كأنه يقول من كان على هذه الصفة كان مستبعداً أن يؤمر بما أُمر به .