Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 1-2)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كِتَابٌ } خبر مبتدأ محذوف ، أي هو كتاب . و { أُنزِلَ إِلَيْكَ } صفة له . والمراد بالكتاب السورة { فَلاَ يَكُن فِى صَدْرِكَ حَرَجٌ مّنْهُ } أي شك منه ، كقوله { فَإِن كُنتَ فِي شَكّ مّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ } يونس 94 وسمى الشك حرجاً ، لأن الشاك ضيق الصدر حرجه ، كما أن المتيقن منشرح الصدر منفسحه . أي لا تشكّ في أنه منزل من الله ، ولا تحرج من تبليغه لأنه كان يخاف قومه وتكذيبهم له وإعراضهم عنه وأذاهم ، فكان يضيق صدره من الأداء ولا ينبسط له فأمّنه الله ونهاه عن المبالاة بهم . فإن قلت بم تعلق قوله { لّتُنذِرَ } ؟ قلت بأنزل ، أي أنزل إليك لإنذارك به أو بالنهي ، لأنه إذا لم يخفهم أنذرهم ، وكذلك إذا أيقن أنه من عند الله شجعه اليقين على الإنذار لأن صاحب اليقين جسور متوكل على ربه ، متكل على عصمته ، فإن قلت فما محل ذكرى ؟ قلت يحتمل الحركات الثلات . النصب بإضمار فعلها . كأنه قيل لتنذر به وتذكر تذكيراً لأن الذكرى اسم بمعنى التذكير ، والرفع عطفاً على كتاب ، أو بأنه خبر مبتدأ محذوف . والجر للعطف على محل أن تنذر ، أي للإنذار وللذكرى . فإن قلت النهي في قوله { فَلاَ يَكُن } متوجه إلى الحرج فما وجهه ؟ قلت هو من قولهم لا أرينك ههنا .