Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 31-32)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ خُذُواْ زِينَتَكُمْ } أي ريشكم ولباس زينتكم { عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ } كلما صليتم أو طفتم وكانوا يطوفون عراة . وعن طاوس ، لم يأمرهم بالحرير والديباج ، وإنما كان أحدهم يطوف عرياناً ويدع ثيابه وراء المسجد ، وإن طاف وهي عليه ضرب وانتزعت عنه ، لأنهم قالوا لا نعبد الله في ثياب أذنبنا فيها ، وقيل تفاؤلاً ليتعروا من الذنوب كما تعروا من الثياب . وقيل الزينة المشط . وقيل الطيب . والسنّة أن يأخذ الرجل أحسن هيئته للصلاة ، وكان بنو عامر في أيام حجهم لا يأكلون الطعام إلاّ قوتاً ، ولا يأكلون دسماً يعظمون بذلك حجهم فقال المسلمون فإنا أحق أن نفعل ، فقيل لهم كلوا واشربوا ولا تسرفوا . وعن ابن عباس رضي الله عنه 389 " كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك خصلتان سرف ومخيلة . " ويحكى أنّ الرشيد كان له طبيب نصراني حاذق ، فقال لعلي بن الحسين بن واقد ليس في كتابكم من علم الطب شيء . والعلم علمان ، علم الأبدان وعلم الأديان ، فقال له قد جمع الله الطب كله في نصف آية من كتابه . قال وما هي ؟ قال قوله تعالى { وكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ } فقال النصراني ولا يؤثر من رسولكم شيء في الطب ؟ فقال قد جمع رسولنا صلى الله عليه وسلم الطب في ألفاظ يسيرة ، قال وما هي ؟ قال قوله 390 « المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء وأعط كل بدن ما عوّدته » فقال النصراني ما ترك كتابكم ولا نبيكم لجالينوس طباً . { زِينَةَ ٱللَّهِ } من الثياب وكل ما يتجمل به { وَالْطَّيِّبَـٰتِ مِنَ ٱلرّزْقِ } المستلذات من المآكل والمشارب . ومعنى الاستفهام في من إنكار تحريم هذه الأشياء . قيل كانوا إذا أحرموا حرّموا الشاة وما يخرج منها من لحمها وشحمها ولبنها { قُلْ هِىَلِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِى ٱلْحَيٰوةِ ٱلدُّنْيَا } غير خالصة لهم لأنّ المشركين شركاؤهم فيها { خَالِصَةٌ } لهم { يَوْمُ ٱلْقِيَـٰمَةِ } لا يشركهم فيها أحد . فإن قلت هلا قيل هي للذين آمنوا ولغيرهم . قلت لينبه على أنها خلقت للذين آمنوا على طريق الأصالة ، وأن الكفرة تبع لهم ، كقوله تعالى { وَمَن كَفَرَ فَأُمَتّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلنَّارِ } البقرة 126 وقرىء « خالصةً » بالنصب على الحال ، وبالرفع على أنها خبر بعد خبر .