Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 4-4)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَجَاءهَا } فجاء أهلها { بَيَاتًا } مصدر واقع موقع الحال ، بمعنى بائتين . يقال بات بياتاً حسناً ، وبيتة حسنة ، وقوله { هُمْ قَائِلُونَ } حال معطوفة على « بياتاً » ، كأنه قيل فجاءهم بأسنا بائتين أو قائلين . فإن قلت هل يقدر حذف المضاف الذي هو الأهل قبل { قَرْيَةٌ } أو قبل الضمير في { أَهْلَكْنَـٰهَا } ؟ قلت إنما يقدّر المضاف للحاجة ولا حاجة ، فإنّ القرية تهلك كما يهلك أهلها . وإنما قدّرناه قبل الضمير في { فَجَاءهَا } لقوله { أَوْ هُمْ قَائِلُونَ } فإن قلت لا يقال جاءني زيد هو فارس ، بغير واو ، فما بال قوله { هُمْ قَائِلُونَ } ؟ قلت قدّر بعض النحويين الواو محذوفة ، ورده الزجاج وقال لو قلت جاءني زيد راجلاً ، أو هو فارس . أو جاءني زيد هو فارس ، لم يحتج فيه إلى واو ، لأنّ الذكر قد عاد إلى الأول . والصحيح أنها إذا عطفت على حال قبلها حذفت الواو استثقالاً . لاجتماع حرفي عطف ، لأنّ واو الحال هي واو العطف استعيرت للوصل ، فقولك جاءني زيد راجلاً أو هو فارس ، كلام فصيح وارد على حده وأما جاءني زيد هو فارس فخبيث . فإن قلت فما معنى قوله { أَهْلَكْنَـٰهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا } والإهلاك إنما هو بعد مجيء البأس ؟ قلت معناه أردنا إهلاكها ، كقوله { إِذَا قُمْتُمْ إِلَى ٱلصَّلاةِ } المائدة 6 وإنما خصّ هذان الوقتان وقت البيات ووقت القيلولة ، لأنهما وقت الغفلة والدعة ، فيكون نزول العذاب فيهما أشدّ وأفظع ، وقوم لوط أهلكوا بالليل وقت السحر ، وقوم شعيب وقت القيلولة .