Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 60-62)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلْمَلأُ } الأشراف والسادة وقيل الرجال ليس معهم النساء { فِى ضَلَـٰلٍ } في ذهاب عن طريق الصواب والحق . ومعنى الرؤية رؤية القلب . فإن قلت لم قال { لَيْسَ بِى ضَلَـٰلَةٌ } ولم يقل ضلال كما قالوا ؟ قلت الضلالة أخصّ من الضلال ، فكانت أبلغ في نفي الضلال عن نفسه ، كأنه قال ليس بي شيء من الضلال ، كما لو قيل لك ألك تمر ، فقلت ما لي تمرة فإن قلت كيف وقع قوله { وَلَكِنّي رَسُولٌ } استدراكاً للانتفاء عن الضلالة ؟ قلت كونه رسولاً من الله مبلغاً رسالاته ناصحاً ، في معنى كونه على الصراط المستقيم ، فصحّ لذلك أن يكون استدراكاً للانتفاء عن الضلالة . وقرىء « أبلغكم » بالتخفيف . فإن قلت كيف موقع قوله { أُبَلّغُكُمْ } ؟ قلت فيه وجهان . أحدهما أن يكون كلاماً مستأنفاً بياناً لكونه رسول رب العالمين . والثاني أن يكون صفة لرسول . فإن قلت كيف جاز أن يكون صفة والرسول لفظه لفظ الغائب ؟ قلت جاز ذلك لأن الرسول وقع خبراً عن ضمير المخاطب وكان معناه ، كما قال @ أَنَا الَّذِي سَمَّتْنيِ أُمِّي حَيْدَرَهْ @@ { رِسَـٰلـٰتِ رَبّى } ما أوحي إليّ في الأوقات المتطاولة ، أو في المعاني المختلفة من الأوامر والنواهي والمواعظ والزواجر والبشائر والنذائر . ويجوز أن يريد رسالاته إليه وإلى الأنبياء قبله من صحف جدّه إدريس ، وهي ثلاثون صحيفة ، ومن صحف شيث وهي خمسون صحيفة { وَأَنصَحُ لَكُمْ } يقال نصحته ونصحت له . وفي زيادة اللام مبالغة ودلالة على إمحاض النصيحة وأنها وقعت خالصة للمنصوح له مقصوداً بها جانبه لا غير ، فرب نصيحة ينتفع بها الناصح فيقصد النفعين جميعاً ولا نصحية أمحض من نصيحة الله تعالى ورسله عليهم السلام { وَأَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } أي من صفات الله وأحواله ، يعني قدرته الباهرة وشدّة بطشه على أعدائه ، وأن بأسه لا يردّ عن القوم المجرمين . وقيل لم يسمعوا بقوم حلّ بهم العذاب قبلهم فكانوا آمنين لا يعلمون ما علمه نوح بوحي الله إليه ، أو أراد وأعلم من جهة الله أشياء لا علم لكم بها قد أوحى إليّ بها .