Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 72, Ayat: 8-9)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اللمس المس ، فاستعير للطلب لأن الماس طالب متعرف قال @ مَسَسْنَا مِنَ الآبَاءِ شَيْئاً وَكُلُّنَا إلى نَسَبٍ في قَوْمِهِ غَيْرِ وَاضِعِ @@ يقال لمسه والتمسه ، وتلمسه « كطلبه وأطلبه وتطلبه » ونحوه الجس . وقولهم جسوه بأعينهم وتجسسوه . والمعنى طلبنا بلوغ السماء واستماع كلام أهلها . والحرس اسم مفرد في معنى الحرّاس ، كالخدم في معنى الخدّام ولذلك وصف بشديد ، ولو ذهب إلى معناه لقيل شداداً ونحوه . @ أَخْشَى رُجَيْلاً أَوْ رُكُيْباً غَادِيَا @@ لأنّ الرجل والركب مفردان في معنى الرجال والركاب . والرصد مثل الحرس اسم جمع للراصد ، على معنى ذوى شهاب راصدين بالرجم ، وهم الملائكة الذين يرجمونهم بالشهب ، ويمنعونهم من الاستماع . ويجوز أن يكون صفة للشهاب . بمعنى الراصد أو كقوله @ … وَمعى جِيَاعاً @@ يعني يجد شهاباً راصداً له ولأجله . فإن قلت كأن الرجم لم يكن في الجاهلية ، وقد قال الله تعالى { وَلَقَدْ زَيَّنَّا ٱلسَّمَاء ٱلدُّنْيَا بِمَصَـٰبِيحَ وَجَعَلْنَـٰهَا رُجُوماً لّلشَّيَـٰطِينِ } الملك 5 ، فذكر فائدتين في خلق الكواكب التزيين ، ورجم الشياطين ؟ قلت قال بعضهم حدث بعد مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو إحدى آياته ، والصحيح أنه كان قبل المبعث وقد جاء ذكره في شعر أهل الجاهلية . قال بشر بن أبي خازم @ وَالْعِيرُ يُرْهِقُهَا الْغُبَارُ وَجَحْشُهَا يَنْقَضُّ خَلْفَهُمَا انْقِضَاضَ الْكَوْكَبِ @@ وقال أوس بن حجر @ وَانْقَضَّ كَالدُّرِّيِّ يَتْبَعُه نَقْعٌ يَثُورُ تَخَالهُ طُنُبَا @@ وقال عوف بن الخرع @ يَرُدُّ عَلَيْنَا الْعِيرَ مِنْ دُونِ إلْفِهِ أَوِ الثَّوْرَ كَالدُّرِّىِّ يَتْبَعُهُ الدَّمُ @@ ولكن الشياطين كانت تسترق في بعض الأحوال ، فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كثر الرجم وزاد زيادة ظاهرة حتى تنبه لها الإنس والجن ، ومنع الاستراق أصلاً . وعن معمر قلت للزهري أكان يرمىٰ بالنجوم في الجاهلية ؟ قال نعم . قلت أرأيت قوله تعالى { وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ } فقال غلظت وشدد أمرها حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم . وروى الزهري عن علي بن الحسين عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما 1233 بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في نفر من الأنصار إذ رمى بنجم فاستنار ، فقال " ما كنتم تقولون في مثل هذا في الجاهلية ؟ " فقالوا كنا نقول يموت عظيم أو يولد عظيم . وفي قوله { مُلِئَتْ } دليل على أن الحادث هو المل والكثرة ، وكذلك قوله { نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَـٰعِدَ } أي كنا نجد فيها بعض المقاعد خالية من الحرس والشهب ، والآن ملئت المقاعد كلها ، وهذا ذكر ما حملهم على الضرب في البلاد حتى عثروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم واستمعوا قراءته .