Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 73, Ayat: 11-14)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
إذا عرف الرجل من صاحبه أنه مستهم بخطب يريد أن يكفاه ، أو بعدوّ يشتهي أن ينتقم له منه وهو مضطلع بذلك مقتدر عليه قال ذرني وإياه أي لا تحتاج إلى الظفر بمرادك ومشتهاك ، إلا أن تخلى بيني وبينه بأن تكل أمره إليّ وتستكفينيه ، فإنّ فيّ ما يفرغ بالك ويجلي همك ، وليس ثم منع حتى يطلب إليه أن يذره وإياه إلا ترك الاستكفاء والتفويض ، كأنه إذا لم يكل أمره إليه ، فكأنه منعه منه فإذا وكله إليه فقد أزال المنع وتركه وإياه ، وفيه دليل على الوثوق بأنه يتمكن من الوفاء بأقصى ما تدور حوله أمنية المخاطب وبما يزيد عليه النعمة - بالفتح - التنعم ، وبالكسر الإنعام وبالضم المسرة يقال نعم ، ونعمة عين ، وهم صناديد قريش ، وكانوا أهل تنعم وترفه { إِنَّ لَدَيْنَآ } ما يضاد تنعمهم من أنكال وهي القيود الثقال ، عن الشعبي . إذا ارتفعوا استفلت بهم . الواحد نكل ونكل . ومن جحيم وهي النار الشديدة الحر والاتقاد . ومن طعام ذي غصة وهو الذي ينشب في الحلوق فلا يساغ يعني الضريع وشجر الزقوم . ومن عذاب أليم من سائر العذاب فلا ترى موكولاً إليه أمرهم موذوراً بينه وبينهم ينتقم منهم بمثل ذلك الانتقام . وروي 1240 أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية فصعق . وعن الحسن أنه أمسى صائماً . فأتي بطعام ، فعرضت له هذه الآية فقال ارفعه ، ووضع عنده الليلة الثانية ، فعرضت له ، فقال ارفعه ، وكذلك الليلة الثالثة ، فأخبر ثابت البناني ويزيد الضبي ويحيى البكاء ، فجاؤا فلم يزالوا به حتى شرب شربة من سويق { يَوْمَ تَرْجُفُ } منصوب بما في لدينا . والرجفة . الزلزلة والزعزعة الشديدة . والكثيب الرمل المجتمع من كثب الشيء إذا جمعه ، كأنه فعيل بمعنى مفعول في أصله . ومنه الكثبة من اللبن ، قالت الضائنة أجز جفالا وأحلب كثباً عجالا ، أي كانت مثل رمل مجتمع هيل هيلا ، أي نثر وأسيل .