Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 73, Ayat: 17-18)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَوْماً } مفعول به ، أي فكيف تقون أنفسكم يوم القيامة وهو له ، إن بقيتم على الكفر . ولم تؤمنوا وتعملوا صالحاً . ويجوز أن يكون ظرفاً ، أي فكيف لكم بالتقوى في يوم القيامة إن كفرتم في الدنيا ويجوز أن ينتصب بكفرتم على تأويل جحدتم ، أي فكيف تتقون الله وتخشونه إن جحدتم يوم القيامة والجزاء ، أن تقوى الله خوف عقابه { يَجْعَلُ ٱلْوِلْدٰنَ شِيباً } مثل في الشدة يقال في اليوم الشديد يوم يشيب نواصي الأطفال والأصل فيه أنّ الهموم والأحزان إذا تفاقمت على الإنسان أسرع فيه الشيب . قال أبو الطيب @ وَالْهَمُّ يَخْتَرِمُ الْجَسِيمَ نَحَافَةً وَيُشِيبُ نَاصِيَةَ الصَّبِيِّ وَيُهْرِمُ @@ وقد مرّ بي في بعض الكتب أن رجلاً أمسى فاحم الشعر كحنك الغراب . وأصبح وهو أبيض الرأس واللحية كالثغامة ، فقال أريت القيامة والجنة والنار في المنام ، ورأيت الناس يقادون في السلاسل إلى النار ، فمن هول ذلك أصبحت كما ترون . ويجوز أن يوصف اليوم بالطول . وأنّ الأطفال يبلغون فيه أوان الشيخوخة والشيب { السَّمَآءُ مُنفَطِرٌ بِهِ } وصف لليوم بالشدّة أيضاً . وأنّ السماء على عظمها وإحكامها تنفطر فيه ، فما ظنك بغيرها من الخلائق . وقرىء « منفطر ومتفطر » والمعنى ذات انفطار . أو على تأويل السماء بالسقف أو على تأويل السماء شىء منفطر والباء في { بِهِ } مثلها في قولك فطرت العود بالقدوم فانفطر به ، يعني أنها تنفطر بشدة ذلك اليوم وَهَوْله كما ينفطر الشيء بما يفطر به . ويجوز أن يراد السماء مثقلة به إثقالاً يؤدّي إلى انفطارها لعظمه عليها وخشيتها من وقوعه ، كقوله { ثَقُلَتْ فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ } الأعراف 187 ، { وَعْدَهُ } من إضافة المصدر إلى المفعول ، والضمير لليوم . ويجوز أن يكون مضافاً إلى الفاعل وهو الله عز وعلا ، ولم يجر له ذكر لكونه معلوماً .