Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 75, Ayat: 26-30)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كَلاَّ } ردع عن إيثار الدنيا على الآخرة ، كأنه قيل ارتدعوا عن ذلك ، وتنبهوا على ما بين أيديكم من الموت الذي عنده تنقطع العاجلة عنكم ، وتنتقلون إلى الآجلة التي تبقون فيها مخلدين . والضمير في { بَلَغَتِ } للنفس وإن لم يجر لها ذكر ، لأنّ الكلام الذي وقعت فيه يدل عليها ، كما قال حاتم @ أَمَاوِيَّ مَا يُغْني الثَّرَاءُ عَنِ الْفَتَى إذَا حَشْرَجَتْ يَوْماً وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ @@ وتقول العرب أرسلت ، يريدون جاء المطر ، ولا تكاد تسمعهم يذكرون السماء { ٱلتَّرَاقِىَ } العظام المكتنفة لثغرة النحر عن يمين وشمال . ذكرهم صعوبة الموت الذي هو أول مراحل الآخرة حين تبلغ الروح التراقي ودنا زهوقها وقال حاضروا صاحبها - وهو المحتضر - بعضهم لبعض { مَنْ رَاقٍ } أيكم يرقيه مما به ؟ وقيل هو كلام ملائكة الموت أيكم يرقى بروحه ؟ ملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب ؟ { وَظَنَّ } المحتضر { أَنَّهُ ٱلْفِرَاقُ } أنّ هذا الذي نزل به هو فراق الدنيا المحبوبة { وَٱلْتَفَّتِ } ساقه بساقه والتوت عليها عند علز الموت . وعن قتادة ماتت رجلاه فلا تحملانه ، وقد كان عليهما جوّالاً . وقيل شدّة فراق الدنيا بشدّة إقبال الآخرة ، على أن الساق مثل في الشدّة . وعن سعيد بن المسيب هما ساقاه حين تلفان في أكفانه { ٱلْمَسَاقُ } أي يساق إلى الله وإلى حكمه .