Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 76, Ayat: 5-10)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلأَبْرَارَ } جمع برّ أو بارّ ، كرب وأرباب ، وشاهد وأشهاد . وعن الحسن هم الذين لا يؤذون الذرّ والكأس الزجاجة إذا كانت فيها خمر ، وتسمى الخمر نفسها كأساً { مِزَاجُهَا } ما تمزج به { كَـافُوراً } ماء كافور ، وهو اسم عين في الجنة ماؤها في بياض الكافور ورائحته وبرده . و { عَيْناً } بدل منه . وعن قتادة تمزج لهم بالكافور وتختم لهم بالمسك . وقيل تخلق فيها رائحة الكافور وبياضه وبرده ، فكأنها مزجت بالكافور . و { عَيْناً } على هذين القولين بدل من محل { مِن كَأْسٍ } على تقدير حذف مضاف ، كأنه قيل يشربون فيها خمراً خمر عين . أو نصب على الاختصاص . فإن قلت لم وصل فعل الشرب بحرف الابتداء أوّلاً ، وبحرف الإلصاق آخراً ؟ قلت لأنّ الكأس مبدأ شربهم وأوّل غايته وأما العين فبها يمزجون شرابهم فكان المعنى يشرب عباد الله بها الخمر ، كما تقول شربت الماء بالعسل { يُفَجّرُونَهَا } يجرونها حيث شاؤا من منازلهم { تَفْجِيرًا } سهلا لا يمتنع عليهم { يُوفُونَ } جواب من عسى ، يقول ما لهم يرزقون ذلك ، والوفاء بالنذر مبالغة في وصفهم بالتوفر على أداء الواجبات لأنّ من وفى بما أوجبه هو على نفسه لوجه الله كان بما أوجبه الله عليه أوفىٰ { مُسْتَطِيراً } فاشياً منتشراً بالغاً أقصى المبالغ ، من استطار الحريق ، واستطار الفجر . وهو من طار ، بمنزلة استنفر من نفر { عَلَىٰ حُبِّهِ } الضمير للطعام ، أي مع اشتهائه والحاجة إليه . ونحوه { وَآتَى ٱلْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ } البقرة 177 ، { لَن تَنَالُواْ ٱلْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ } آل عمران 92 ، وعن الفضيل بن عياض على حب الله { وَأَسِيراً } عن الحسن كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يؤتى بالأسير فيدفعه إلى بعض المسلمين فيقول أحسن إليه فيكون عنده اليومين والثلاثة ، فيؤثره على نفسه . وعند عامة العلماء يجوز الإحسان إلى الكفار في دار الإسلام ولا تصرف إليهم الواجبات وعن قتادة كان أسيرهم يومئذ المشرك ، وأخوك المسلم أحق أن تطعمه . وعن سعيد بن جبير وعطاء هو الأسير من أهل القبلة ، وعن أبي سعيد الخدري هو المملوك والمسجون . وسمى رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم الغريم أسيراً ، فقال " غريمك أسيرك فأحسن إلى أسيرك " { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ } على إرادة القول . ويجوز أن يكون قولا باللسان منعاً لهم عن المجازاة بمثله أو بالشكر لأن إحسانهم مفعول لوجه الله فلا معنى لمكافأة الخلق . وأن يكون قولهم لهم لطفاً وتفقيها وتنبيهاً ، على ما ينبغي أن يكون عليه من أخلص لله . وعن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تبعث بالصدقة إلى أهل بيت ، ثم تسأل الرسول ما قالوا ؟ فإذا ذكر دعاء دعت لهم بمثله ليبقى ثواب الصدقة لها خالصاً عند الله . ويجوز أن يكون ذلك بياناً وكشفاً عن اعتقادهم وصحة نيتهم وإن لم يقولوا شيئاً . وعن مجاهد أما إنهم ما تكلموا به ، ولكن علمه الله منهم فأثنى عليهم . والشكور والكفور مصدران كالشكر والكفر { إِنَّا نَخَافُ } يحتمل أن إحساننا إليكم للخوف من شدة ذلك اليوم ، لا لإرادة مكافأتكم وإنا لا نريد منكم المكافأة لخوف عقاب الله تعالى على طلب المكافأة بالصدقة . ووصف اليوم بالعبوس . مجاز على طريقين أن يوصف بصفة أهله من الأشقياء ، كقولهم نهارك صائم روي أن الكافر يعبس يومئذ حتى يسيل من بين عينيه عرق مثل القطران ، وأن يشبه في شدته وضرره بالأسد العبوس أو بالشجاع الباسل والقمطرير الشديد العبوس الذي يجمع ما بين عينيه . قال الزجاج يقال اقمطرت الناقة إذا رفعت ذنبها وجمعت قطريها وزمت بأنفها فاشتقه من القطر وجعل الميم مزيدة . قال أسد بن ناعصة .