Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 77, Ayat: 29-37)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي يقال لهم انطلقوا إلى ما كذبتم به من العذاب ، وانطلقوا الثاني تكرير . وقرىء « انطلقوا » على لفظ الماضي إخباراً بعد الأمر عن عملهم بموجبه ، لأنهم مضطرون إليه لا يستطيعون امتناعاً منه { إِلَىٰ ظِلٍّ } يعني دخان جهنم ، كقوله { وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ } الواقعة43 { ذِى ثَلَـٰثِ شُعَبٍ } بتشعب لعظمه ثلاث شعب ، وهكذا الدخان العظيم تراه يتفرق ذوائب . وقيل يخرج لسان من النار فيحيط بالكفار كالسرادق ، ويتشعب من دخانها ثلاث شعب ، فتظلهم حتى يفرغ من حسابهم والمؤمنون في ظل العرش { لاَّ ظَلِيلٍ } تهكم بهم وتعريض بأن ظلهم غير ظل المؤمنين { وَلاَ يُغْنِى } في محل الجر ، أي وغير مغن عنهم من حرّ اللهب شيئاً { بِشَرَرٍ } وقرىء « بشرار » { كَٱلْقَصْرِ } أي كل شررة كالقصر من القصور في عظمها . وقيل هو الغليظ من الشجر ، الواحدة قصرة ، نحو جمرة وجمر . وقرىء « كالقصر » بفتحتين وهي أعناق الإبل ، أو أعناق النخل ، نحو شجرة وشجر . وقرأ ابن مسعود كالقصر بمعنى القصور ، كرهن ورهن . وقرأ سعيد ابن جبير « كالقصر » في جمع قصرة ، كحاجة وحوج { جِمَـٰلَةٌ } جمع جمال . أو جمالة جمع جمل شبهت بالقصور ، ثم بالجمال لبيان التشبيه . ألا تراهم يشبهون الإبل بالأفدان والمجادل . وقرىء « جمالات » بالضم وهي قلوس الجسور . وقيل قلوس سفن البحر ، الواحدة جمالة وقرىء « جمالة » بالكسر ، بمعنى جمال وجمالة بالضم وهي القلس . وقيل { صُفْرٌ } لإرادة الجنس . وقيل { صُفْرٌ } سود تضرب إلى الصفرة . وفي شعر عمران ابن حطان الخارجي @ دَعَتْهُمْ بِأَعْلَى صَوْتِهَا وَرَمَتْهُمُ بِمِثْلِ الْجِمَالِ الصُّفْرِ نَزْاعَةُ الشِّوَى @@ وقال أبو العلاء @ حَمْرَاءُ سَاطِعَةُ الذَّوَائِبِ في الدُّجَى تَرْمِى بِكلِّ شَرَارَةٍ كَطِرَافِ @@ فشبهها بالطراف وهو بيت الأدم في العظم والحمرة ، وكأنه قصد بخبثه أن يزيد على تشبيه القرآن ولتبجحه بما سوّل له من توهم الزيادة جاء في صدر بيته بقوله « حمراء » توطئة لها ومناداة عليها ، وتنبيها للسامعين على مكانها ، ولقد عمي جمع الله له عمى الدارين عن قوله عز وعلا ، { كأنه جمالات صفر } فإنه بمنزلة قوله كبيت أحمر وعلى أن في التشبيه بالقصر وهو الحصن تشبيها من جهتين من جهة العظم ، ومن جهة الطول في الهواء ، وفي التشبيه بالجمالات وهي القلوس تشبيه من ثلاث جهات من جهة العظم والطول والصفرة ، فأبعد الله إغرابه في طرافه وما نفخ شدقيه من استطرافه . قرىء بنصب « اليوم » ونصبه الأعمش ، أي هذا الذي قص عليكم واقع يومئذ ، ويوم القيامة طويل ذو مواطن ومواقيت ينطقون في وقت ولا ينطقون في وقت ولذلك ورد الأمران في القرآن . أو جعل نطقهم كلا نطق لأنه لا ينفع ولا يسمع { فَيَعْتَذِرُونَ } عطف على { يُؤْذَنُ } منخرط في سلك النفي . والمعنى ولا يكون لهم إذن واعتذار متعقب له ، من غير أن يجعل الاعتذار مسبباً عن الإذن ولو نصب لكان مسبباً عنه لا محالة .