Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 78, Ayat: 1-3)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ عَمَّ } أصله عما ، على أنه حرف جر دخل على ما الاستفهامية وهو في قراءة عكرمة وعيسى بن عمر . قال حسان رضي الله عنه @ عَلَى مَا قَامَ يَشْتُمُنِى لَئِيمٌ كَخِنْزِيرٍ تَمَرَّغَ فِي رَمَادِ @@ والاستعمال الكثير على الحذف ، والأصل قليل ومعنى هذا الاستفهام تفخيم الشأن ، كأنه قال عن أي شأن يتساءلون ونحوه ما في قولك زيد ما زيد ؟ جعلته لانقطاع قرينه وعدم نظيره كأنه شيء خفي عليك جنسه فأنت تسأل عن جنسه وتفحص عن جوهره ، كما تقول ما الغول وما العنقاء ؟ تريد أي شيء هو من الأشياء هذا أصله ثم جرد العبارة عن التفخيم ، حتى وقع في كلام من لا تخفى عليه خافية { يَتَسَآءَلُونَ } يسأل بعضهم بعضاً . أو يتساءلون غيرهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين نحو يتداعونهم ويتراءونهم . والضمير لأهل مكة كانوا يتساءلون فيما بينهم عن البعث ، ويتساءلون غيرهم عنه على طريق الاستهزاء { عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلْعَظِيمِ2 } بيان للشأن المفخم . وعن ابن كثير قرأ « عمه » بهاء السكت ، ولا يخلو إما أن يجري الوصل مجرى الوقف وإما أن يقف ويبتدىء { يَتَسآءَلُونَ عَنِ ٱلنَّبَأ ٱلْعَظِيمِ2 } على أن يضمر { يتساولون } لأنّ ما بعده يفسره ، كشيء يبهم ثم يفسر . فإن قلت قد زعمت أنّ الضمير في يتساءلون للكفار . فما تصنع بقوله { هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ } ؟ قلت كان فيهم من يقطع القول بإنكار البعث ، ومنهم من يشك . وقيل الضمير للمسلمين والكافرين جميعاً ، وكانوا جميعاً يسألون عنه . أما المسلم فليزداد خشية واستعداداً وأما الكافر فليزداد استهزاء . وقيل المتساءل عنه القرآن . وقيل نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم . وقرىء « يساءلون » بالإدغام ، وستعلمون بالتاء .