Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 15-16)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ زَحْفاً } حال من الذين كفروا . والزحف الجيش الدهم لذي يرى لكثرته كأنه يزحف ، أي يدب دبيباً ، من زحف الصبي إذا دبّ على إسته قليلاً قليلاً ، سمي بالمصدر والجمع زحوف والمعنى إذا لقيتموهم للقتال وهم كثير جم وأنتم قليل فلا تفرّوا ، فضلاً أن تدانوهم في العدد أو تساووهم ، أو حال من الفريقين . أي إذا لقيتموهم متزاحفين هم وأنتم ، أو حال من المؤمنين كأنهم أُشعروا بما كان سيكون منهم يوم حنين حين تولوا مدبرين ، وهم زحف من الزحوف اثني عشر ألفاً ، وتقدمه نهي لهم عن الفرار يومئذٍ . وفي قوله { وَمَن يُوَلّهِمْ يَوْمَئِذٍ } أمارة عليه { إِلاَّ مُتَحَرّفاً لّقِتَالٍ } هو الكرّ بعد الفرّ ، يخيل عدوّه أنه منهزم ثم يعطف عليه ، وهو باب من خدع الحرب ومكايدها { أَوْ مُتَحَيّزاً } أو منحازاً { إِلَىٰ فِئَةٍ } إلى جماعة أخرى من المسلمين سوى الفئة التي هو فيها . وعن ابن عمر رضي الله عنه 417 خرجت سرية وأنا فيهم ففرّوا فلما رجعوا إلى المدينة استحيوا فدخلوا البيوت ، فقلت يا رسول الله نحن الفرّارون ، فقال بل أنتم العكارون وأنا فئتكم . وانهزم رجل من القادسية ، فأتى المدينة إلى عمر رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين هلكت ، فررت من الزحف ، فقال عمر رضي الله عنه أنا فئتك . وعن ابن عباس رضي الله عنه إنّ الفرار من الزحف من أكبر الكبائر . فإن قلت بم انتصب { إِلاَّ مُتَحَرّفاً } ؟ قلت على الحال ، وإلا لغو . أو على الاستثناء من المولين ، أي ومن يولهم إلا رجلاً منهم متحرّفاً أو متحيزاً . وقرأ الحسن « دبره » بالسكون ووزن متحيز متفيعل لا متفعل ، لأنه من حاز يحوز ، فبناء متفعل منه متحوّز .