Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 25-25)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فِتْنَةً } ذنبا . قيل هو إقرار المنكر بين أظهرهم . وقيل افتراق الكلمة . وقيل { فِتْنَةً } عذاباً . وقوله { لاَّ تُصِيبَنَّ } لا يخلو من أن يكون جواباً للأمر . أو نهياً بعد أمر . أو صفة لفتنة ، فإذا كان جواباً ، فالمعنى إن إصابتكم لا تصيب الظالمين منكم خاصة ولكنها تعمكم وهذا كما يحكى أن علماء بني إسرائيل نُهوا عن المنكر تعذيراً فعمهم الله بالعذاب ، وإذا كانت نهياً بعد أمر فكأنه قيل واحذروا ذنباً أو عقاباً ، ثم قيل لا تتعرضوا للظم فيصيب العقاب أو أثر الذنب ووباله من ظلم منكم خاصة ، وكذلك إذا جعلته صفة على إرادة القول ، كأنه قيل واتقوا فتنة مقولاً فيها لا تصيبنَّ ، ونظيره قوله @ حَتَّى إذَا جَنَّ الظَّلاَمُ وَاخْتَلَط جَاءُوا بِمَذْقٍ هَلْ رَأَيْتَ الذِّئْبَ قَطْ @@ أي بمذق مقول فيه هذا القول ، لأنه سمار فيه لون الورق التي هي لون الذئب . ويعضد المعنى الأخير قراءة ابن مسعود « لتصيبنّ » ، على جواب القسم المحذوف . وعن الحسن نزلت في عليّ وعمار وطلحة والزبير وهو يوم الجمل خاصة . قال الزبير نزلت فينا وقرأناها زماناً ، وما أرانا من أهلها ، فإذا نحن المعنيون بها . وعن السدي نزلت في أهل بدر فاقتتلوا يوم الجمل . وروي 420 أن الزبير كان يساير النبي صلى الله عليه وسلم يوماً ، إذ أقبل عليّ رضي الله عنه ، فضحك إليه الزبير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف حبك لعليٍّ ؟ فقال يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، إني أحبه كحبي لوالدي أو أشدّ حباً . قال فكيف أنت إذا سرت إليه تقاتله ، فإن قلت كيف جاز أن يدخل النون المؤكدة في جواب الأمر ؟ قلت لأنّ فيه معنى النهي ، إذا قلت أنزل عن الدابة لا تطرحك ، فلذلك جاز لا تطرحنك ولا تصيبنّ ولا يحطمنكم . فإن قلت فما معنى { مِنْ } في قوله { ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ } ؟ قلت التبعيض على الوجه الأول ، والتبيين على الثاني ، لأنَّ المعنى لا تصيبنكم خاصة على ظلماكم لأن الظلم أقبح منكم من سائر الناس .