Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 44-44)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذَا يُرِيكُمُوهُمْ } الضميران مفعولان . معنى وإذ يبصركم إياهم . و { قَلِيلاً } نصب على الحال ، وإنما قللهم في أعينهم تصديقاً لرؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليعاينوا ما أخبرهم به فيزداد يقينهم ويجدّوا ويثبتوا . قال ابن مسعود رضي الله عنه لقد قللوا في أعيننا حتى قلت لرجل إلى جنبي أتراهم سبعين ؟ قال أراهم مائة ، فأسرنا رجلاً منهم فقلنا له كم كنتم ؟ قال ألفاً { وَيُقَلّلُكُمْ فِى أَعْيُنِهِمْ } حتى قال قائل منهم إنما هم أكلة جزور . فإن قلت الغرض في تقليل الكفار في أعين المؤمنين ظاهر ، فما الغرض في تقليل المؤمنين في أعينهم ؟ قلت قد قللهم في أعينهم قبل اللقاء ، ثم كثرهم فيها بعده ليجترؤا عليهم ، قلة مبالاة بهم ، ثم تفجؤهم الكثرة فيبهتوا ويهابوا ، وتفل شوكتهم حين يرون ما لم يكن في حسابهم وتقديرهم ، وذلك قوله { يَرَوْنَهُمْ مّثْلَيْهِمْ رَأْىَ ٱلْعَيْنِ } آل عمران 13 ولئلا يستعدوا لهم ، وليعظم الاحتجاج عليهم باستيضاح الآية البينة من قلتهم أوّلاً وكثرتهم آخراً . فإن قلت بأي طريق يبصرون الكثير قليلاً ؟ قلت بأن يستر الله عنهم بعضه بساتر أو يحدث في عيونهم ما يستقلون به الكثير ، كما أحدث في أعين الحول ما يرون به الواحد اثنين . قيل لبعضهم إن الأحول يرى الواحد اثنين ، وكان بين يديه ديك واحد فقال مالي لا أرى هذين الديكين أربعة ؟ .