Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 50-51)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَوْ تَرَى } ولو عاينت وشاهدت لأن « لو » تردّ المضارع إلى معنى الماضي كما تردّ « إن » الماضي إلى معنى الاستقبال . و { إِذْ } نصب على الظرف وقرىء « يتوفى » بالياء والتاء و { ٱلْمَلَـٰئِكَةَ } رفعها بالفعل و { يَضْرِبُونَ } حال منهم ، ويجوز أن يكون في { يَتَوَفَّى } ضمير الله عز وجل ، و { ٱلْمَلَـٰئِكَةُ } مرفوعة بالابتداء ، و { يَضْرِبُونَ } خبر . وعن مجاهد وأدبارهم استاههم ، ولكن الله كريم يكنى ، وإنما خصوهما بالضرب . لأنّ الخزي والنكال في ضربهما أشدّه ، وبلغني عن أهل الصين أن عقوبة الزاني عندهم أن يصبر ، ثم يعطي الرجل القوي البطش شيئاً عمل من حديد كهيئة الطبق فيه رزانة وله مقبض ، فيضربه على دبره ضربه واحد بقوّته فيجمد في مكانه . وقيل يضربون ما أقبل منهم وما أدبر { وَذُوقُواْ } معطوف على { يَضْرِبُونَ } على إرادة القول أي ويقولون ذوقوا { عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } أي مقدمة عذاب النار . أو وذوقوا عذاب الآخرة بشارة لهم به . وقيل كانت معهم مقامع من حديد ، كلما ضربوا بها التهبت النار أو ويقال لهم يوم القيامة ذوقوا . وجواب { لَوْ } محذوف أي لرأيت أمراً فظيعاً منكراً { ذٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ } يحتمل أن يكون من كلام الله ومن كلام الملائكة ، و { ذٰلِكَ } رفع بالابتداء و { بِمَا قَدَّمَتْ } خبره { وَأَنَّ ٱللَّهَ } عطف عليه ، أي ذلك العذاب بسببين بسبب كفركم ومعاصيكم وبأن الله { لَيْسَ بِظَلَّـٰمٍ لّلْعَبِيدِ } لأن تعذيب الكفار من العدل كإثابة المؤمنين . وقيل ظلام للتكثير لأجل العبيد أو لأن العذاب من العظم بحيث لولا الاستحقاق لكان المعذب بمثله ظلاماً بليغ الظلم متفاقمه .