Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 55-57)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } أي أصروا على الكفر ولجوا فيه ، فلا يتوقع منهم إيمان وهم بنو قريظة ، عاهدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يمالئوا عليه فنكثوا بأن أعانوا مشركي مكة بالسلاح وقالوا نسينا وأخطأنا ، ثم عاهدهم فنكثوا ومالوا معهم يوم الخندق ، وانطلق كعب بن الأشرف إلى مكة فحالفهم { ٱلَّذِينَ عَـٰهَدْتَّ مِنْهُمْ } بدل من الذين كفروا ، أي الذين عاهدتهم من الذين كفروا جعلهم شر الدواب ، لأن شر الناس الكفار ، وشر الكفار المصرون منهم ، وشر المصرين الناكثون للعهود { وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ } لا يخافون عاقبة الغدر ولا يبالون ما فيه من العار والنار { فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِى ٱلْحَرْبِ } فإما تصادفنهم وتظفرن بهم { فَشَرّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ } ففرق عن محاربتك ومناصبتك بقتلهم شر قتلة والنكاية فيهم ، من وراءهم من الكفرة ، حتى لا يجسر عليك بعدهم أحد ، اعتباراً بهم واتعاظاً بحالهم وقرأ ابن مسعود رضي الله عنه « فشرذ » بالذال المعجمة بمعنى ففرق ، وكأنه مقلوب « شذر » من قولهم ذهبوا شذر مذر ، ومنه الشذر المتلقط من المعدن لتفرّقه وقرأ أبو حيوة « من خلفهم » ومعناه فافعل التشريد من ورائهم ، لأنه إذا شرد الذين وراءهم فقد فعل التشريد في الوراء وأوقعه فيه لأن الوراء جهة المشردين ، فإذا جعل الوراء ظرفاً للتشريد فقد دلّ على تشريد من فيه ، فلم يبق فرق بين القراءتين { لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } لعلّ المشردين من ورائهم يتعظون .