Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 86, Ayat: 11-14)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
سمي المطر رجعاً ، كما سمي أوباً قال @ رَبَّاءُ شَمَّاءُ لاَ يَأْوِي لِقُلتِهَا إلاَّ السَّحَابُ وَإلاَّ الأوْبُ والسَّبلُ @@ تسمية بمصدري رجع ، وآب وذلك أنّ العرب كانوا يزعمون أنّ السحاب يحمل الماء من بحار الأرض ، ثم يرجعه إلى الأرض . أو أرادوا التفاؤل فسموه رجعاً . وأوبا ، ليرجع ويؤب . وقيل لأنّ الله يرجعه وقتاً فوقتاً . قالت الخنساء كالرجع في المدجنة السارية . والصدع ما يتصدّع عنه الأرض من النبات { إِنَّهُ } الضمير للقرآن { فَصْلٌ } فاصل بين الحق والباطل ، كما قيل له فرقان { وَمَا هوَ بِٱلْهَزْلِ14 } يعني أنه جدّ كله لا هوادة فيه . ومن حقه ــ وقد وصفه الله بذلك ــ أن يكون مهيباً في الصدور ، معظماً في القلوب ، يترفع به قارئه وسامعه وأن يلم بهزل أو يتفكه بمزاح ، وأن يلقى ذهنه إلى أنّ جبار السموات يخاطبه فيأمره وينهاه ، ويعده وبوعده ، حتى إن لم يستفزه الخوف ولم تتبالغ فيه الخشية ، فأدنى أمره أن يكون جادّا غير هازل ، فقد نعى الله ذلك على المشركين في قوله { وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ وَأَنتُمْ سَـٰمِدُونَ } النجم 60 ــ 61 ، { وَٱلْغَوْاْ فِيهِ } فصلت 26 .