Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 87, Ayat: 1-5)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

تسبيح اسمه عز وعلا تنزيهه عما لا يصح فيه من المعاني التي هي إلحاد في أسمائه ، كالجبر والتشبيه ونحو ذلك ، مثل أن يفسر الأعلى بمعنى العلو الذي هو القهر والاقتدار ، لا بمعنى العلوّ في المكان والاستواء على العرش حقيقة وأن يصان عن الابتذال والذكر ، لا على وجه الخشوع والتعظيم . ويجوز أن يكون { ٱلأَعْلَىٰ } صفة للرب ، والاسم وقرأ علي رضي الله عنه سبحان ربي الأعلى . وفي الحديث 1291 لما نزلت فسبح باسم ربك العظيم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اجعلوها في ركوعكم " فلما نزل سبح اسم ربك الأعلى قال " اجعلوها في سجودكم " وكانوا يقولون في الركوع اللهم لك ركعت ، وفي السجود اللهم لك سجدت { خَلَقَ فَسَوَّىٰ } أي خلق كل شيء فسوّى خلقه تسوية ، ولم يأت به متفاوتا غير ملتئم ، ولكن على إحكام واتساق ، ودلالة على أنه صادر عن عالم ، وأنه صنعة حكيم { قَدَّرَ فَهَدَىٰ } قدّر لكل حيوان ما يصلحه ، فهداه إليه وعرفه وجه الانتفاع به يحكى أنّ الأفعى إذا أتت عليها ألف سنة عميت ، وقد ألهمها الله أنّ مسح العين بورق الرازيانج الغض يرد إليها بصرها ، فربما كانت في برية بينها وبين الريف مسيرة أيام فتطوى تلك المسافة على طولها وعلى عماها حتى تهجم في بعض البساتين على شجرة الرازيانج لا تخطئها ، فتحك بها عينيها وترجع باصرة بإذن الله وهدايات الله للإنسان إلى ما لا يحدّ من مصالحه وما لا يحصر من حوائجه في أغذيته وأدويته ، وفي أبواب دنياه ودينه ، وإلهامات البهائم والطيور وهوام الأرض باب واسع ، وشوط بطين ، لا يحيط به وصف واصف فسبحان ربي الأعلى . وقرىء « قدر » بالتخفيف { أَحْوَىٰ } صفة لغثاء ، أي { أَخْرَجَ ٱلْمَرْعَىٰ } أنبته { فَجَعَلَهُ } بعد خضرته ورفيفه { غُثَاءً أَحْوَىٰ } دربنا أسود . ويجوز أن يكون { أَحْوَىٰ } حالا من المرعى ، أي أخرجه أحوى أسود من شدّة الخضرة والري ، فجعله غثاء بعد حوّيه .