Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 69-69)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الكاف محلها رفع على أنتم مثل الذين من قبلكم . أو نصب على فعلتم ما فعل الذين من قبلكم وهو أنكم استمتعتم وخضتم كما استمتعوا وخاضوا . ونحوه قول النمر @ كَالْيَوْمِ مَطْلُوباً وَلاَ طَلَبَا @@ بإضمار « لم أر » وقوله { كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً } تفسير لتشبيههم بهم ، وتمثيل فعلهم بفعلهم . والخلاق النصيب وهو ما خلق للإنسان ، أي قدّر من خير ، كما قيل له « قسم » لأنه قسم . ونصيب ، لأنه نصب ، أي أثبت . والخوض الدخول في الباطل واللهو { كَٱلَّذِي خَاضُواْ } كالفوج الذي خاضوا ، وكالخوض الذي خاضوه . فإن قلت أي فائدة في قوله { فَٱسْتَمْتَعُواْ بِخَلَـٰقِهِمْ } وقوله { كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلَـٰقِهِمْ } مغن عنه كما أغنى قوله { كَٱلَّذِى خَاضُواْ } عن أن يقال وخاضوا فخضتم كالذي خاضوا ؟ قلت فائدته أن يذمّ الأوّلين بالاستمتاع بما أوتوا من حظوظ الدنيا ورضاهم بها ، والتهائم بشهواتهم الفانية عن النظر في العاقبة وطلب الفلاح في الآخرة ، وأن يخسس أمر الاستمتاع ويهجن أمر الرضى به ، ثم يشبه بعد ذلك حال المخاطبين بحالهم ، كما تريد أن تنبه بعض الظلمة على سماجة فعله فتقول أنت مثل فرعون ، كان يقتل بغير جرم ويعذب ويعسف وأنت تفعل مثل فعله . وأما { وَخُضْتُمْ كَٱلَّذِي خَاضُواْ } فمعطوف على ما قبله مستند إلى مستغن باستناده إليه عن تلك التقدمة { حَبِطَتْ أَعْمَـٰلُهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلاْخِرَةِ } نقيض قوله { وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ } العنكبوت 27 .