Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 71-72)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ } في مقابلة قوله في المنافقين { بَعْضُهُمْ مّن بَعْضٍ } . { سَيَرْحَمُهُمُ ٱللَّهُ } السين مفيدة وجود الرحمة لا محالة ، فهي تؤكد الوعد ، كما تؤكد الوعيد في قولك سأنتقم منك يوماً ، تعني أنك لا تفوتني وإن تباطأ ذلك ، ونحوه { سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وُدّاً } مريم 96 ، { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ } الضحى 5 ، { سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ } النساء 152 . { عَزِيزٌ } غالب على كل شيء قادر عليه ، فهو يقدر على الثواب والعقاب { حَكِيمٌ } واضع كلا موضعه على حسب الاستحقاق { وَمَسَـٰكِنَ طَيّبَةً } عن الحسن قصوراً من اللؤلؤ والياقوت الأحمر والزبرجد . و { عَدْنٍ } علم ، بدليل قوله { جَنَّـٰتِ عَدْنٍ ٱلَّتِى وَعَدَ ٱلرَّحْمَـٰنُ } مريم 61 ويدلّ عليه ما روى أبو الدرداء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 471 « عدن دار الله التي لم ترها عين ولم تخطر على قلب بشر ، لا يسكنها غير ثلاثة النبيون ، والصدّيقون ، والشهداء . يقول الله تعالى طوبى لمن دخلك » وقيل هي مدينة في الجنة . وقيل نهر جناته على حافاته { وَرِضْوٰنٌ مّنَ ٱللَّهِ أَكْبَرُ } وشيء من رضوان الله أكبر من ذلك كله ، لأنّ رضاه هو سبب كل فوز وسعادة ، ولأنهم ينالون برضاه عنهم تعظيمه وكرامته ، والكرامة أكبر أصناف الثواب ، ولأن العبد إذا علم أن مولاه راض عنه فهو أكبر في نفسه مما وراءه من النعم ، وإنما تتهنأ له برضاه ، كما إذا علم بسخطته تنغصت عليه ، ولم يجد لها لذة وإن عظمت . وسمعت بعض أولى الهمة البعيدة والنفس المرّة من مشايخنا يقول لا تطمح عيني ولا تنازع نفسي إلى شيء مما وعد الله في دار الكرامة ، كما تطمح وتنازع إلى رضاه عني ، وأن أحشر في زمرة المهديين المرضيين عنده { ذٰلِكَ } إشارة إلى ما وعد الله ، أو إلى الرضوان أي هو { ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } وحده دون ما يعدّه الناس فوزاً . وروى 472 " أنّ الله عزّ وجلّ يقول لأهل الجنة هل رضيتم ؟ فيقولون وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك ، فيقول أنا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ قالوا وأي شيء أفضل من ذلك ؟ قال أُحِلُّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم أبداً " .