Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 7-8)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ كَيْفَ } استفهام في معنى الاستنكار والاستبعاد لأن يكون للمشركين عهد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهم أضداد وغرة صدورهم ، يعني محال أن يثبت لهؤلاء عهد فلا تطمعوا في ذلك ولا تحدثوا به نفوسكم ولا تفكروا في قتلهم . ثم استدرك ذلك بقوله { إِلاَّ ٱلَّذِينَ عَـٰهَدْتُمْ } أي ولكن الذين عاهدتم منهم { عِندَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } ولم يظهر منهم نكث كبني كنانة وبني ضمرة ، فتربصوا أمرهم ولا تقاتلوهم { فَمَا ٱسْتَقَـٰمُواْ لَكُمْ } على العهد { فَٱسْتَقِيمُواْ لَهُمْ } على مثله { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَّقِينَ } يعني أن التربص بهم من أعمال المتقين { كَيْفَ } تكرار لاستبعاد ثبات المشركين على العهد ، وحذف الفعل لكونه معلوماً كما قال @ وَخَبَّرْتُمَانِي أَنَّمَا الْمَوْتُ بِالْقُرَى فَكَيْف وَهَاتَا هَضْبَة وَقَليبُ @@ يريد فكيف مات . أي كيف يكون لهم عهد { و } حالهم أنهم { إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ } بعد ما سبق لهم من تأكيد الأيمان والمواثيق ، لم ينظروا في حلف ولا عهد ولم يبقوا عليكم { لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ } لا يراعوا حلفاً . وقيل قرابة . وأنشد لحسان رضي الله عنه @ لَعَمْرُكَ إنَّ إلَّكَ مِنْ قُرَيْش كَإلِّ السَّقْبِ مِنْ رَأَلِ النَّعَامِ @@ وقيل { إِلاًّ } إلٰهاً وقرىء « إيلا » ، بمعناه وقيل جبرئيل ، وجبرئل ، من ذلك . وقيل منه اشتق الآل بمعنى القرابة ، كما اشتقت الرحم من الرحمٰن ، والوجه ان اشتقاق الإلّ بمعنى الحلف ، لأنهم إذا تماسحوا وتحالفوا رفعوا به أصواتهم وشهروه ، من الأل وهو الجؤار ، وله أليل أي أنين يرفع به صوته . ودعت ألليها إذا ولولت ، ثم قيل لكل عهد وميثاق إلّ . وسميت به القرابة ، لأن القرابة عقدت بين الرجلين ما لا يعقده الميثاق { يُرْضُونَكُم } كلام مبتدأ في وصف حالهم من مخالفة الظاهر الباطن ، مقرّر لاستبعاد الثبات منهم على العهد . وإباء القلوب مخالفة ما فيها من الأضغان ، لما يجرونه على ألسنتهم من الكلام الجميل { وَأَكْثَرُهُمْ فَـٰسِقُونَ } متمرّدون خلعاء لا مروءة تزعهم ، ولا شمائل مرضية تردعهم ، كما يوجد ذلك في بعض الكفرة ، من التفادي عن الكذب والنكث ، والتعفف عما يثلم العرض ويجرّ أحدوثة السوء .