Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 94, Ayat: 1-4)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
استفهم عن انتفاء الشرح على وجه الإنكار ، فأفاد إثبات الشرح وإيجابه ، فكأنه قيل شرحنا لك صدرك ولذلك عطف عليه وضعنا اعتباراً للمعنى . ومعنى شرحنا صدرك فسحناه حتى وسع هموم النبوّة ودعوة الثقلين جميعاً . أو حتى احتمل المكاره التي يتعرض لك بها كفار قومك وغيرهم أو فسحناه بما أودعناه من العلوم والحكم ، وأزلنا عنه الضيق والحرج الذي يكون مع العمى والجهل . وعن الحسن مليء حكمة وعلماً . وعن أبي جعفر المنصور أنه قرأ « ألم نشرح لك » بفتح الحاء . وقالوا لعله بين الحاء وأشبعها في مخرجها ، فظنّ السامع أنه فتحها ، والوزر الذي أنقض ظهره - أي حمله على النقيض وهو صوت الانتقاض والانفكاك لثقله - مثل لما كان يثقل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويغمّه من فرطاته قبل النبوّة . أو من جهله بالأحكام والشرائع . أو من تهالكه على إسلام أولي العناد من قومه وتلهفه . ووضعه عنه أن غفر له ، أو علم الشرائع ، أو مهد عذره بعد ما بلغ وبلغ . وقرأ أنس « وحللنا » حططنا . وقرأ ابن مسعود « وحللنا عنك وقرك » . ورفع ذكره أن قرن بذكر الله في كلمة الشهادة والأذان والإقامة والتشهد والخطب ، وفي غير موضع من القرآن { وَٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ } التوبة 62 ، { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } النساء 13 ، { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ } المائدة 92 وفي تسميته رسول الله ونبيّ الله ومنه ذكره في كتب الأولين ، والأخذ على الأنبياء وأممهم أن يؤمنوا به ، فإن قلت أيّ فائدة في زيادة لك ، والمعنى مستقل بدونه ؟ قلت في زيادة لك ما في طريقة الإبهام والإيضاح ، كأنه قيل ألم نشرح لك ، ففهم أن ثم مشروحاً ، ثم قيل صدرك ، فأوضح ما علم مبهما ، وكذلك { لَكَ ذِكْرَكَ } و { عَنكَ وِزْرَكَ } .