Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 94, Ayat: 7-8)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فإن قلت فكيف تعلق قوله { فَإِذَا فَرَغْتَ فَٱنصَبْ 7 } بما قبله ؟ قلت لما عدد عليه نعمه السالفة ووعده الآنفة ، بعثه على الشكر والاجتهاد في العبادة والنصب فيها ، وأن يواصل بين بعضها وبعض ، ويتابع ويحرص على أن لا يخلي وقتاً من أوقاته منها ، فإذا فرغ من عبادة ذنبها بأخرى . وعن ابن عباس فإذا فرغت من صلاتك فاجتهد في الدعاء . وعن الحسن فإذا فرغت من الغزو فاجتهد في العبادة . وعن مجاهد فإذا فرغت من دنياك فانصب في صلاتك . وعن الشعبي أنه رأى رجلاً يشيل حجراً فقال ليس بهذا أمر الفارغ ، وقعود الرجل فارغاً من غير شغل أو اشتغاله بما لا يعينه في دينه أو دنياه من سفه الرأي وسخافة العقل واستيلاء الغفلة ، ولقد قال عمر رضي الله عنه إني لأكره أن أرى أحدكم فارغاً سهللاً لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة . وقرأ أبو السّمّال فرغت - بكسر الراء - وليست بفصيحة . ومن البدع ما روى عن بعض الرافضة أنه قرأ « فانصب » بكسر الصاد ، أي فانصب علياً للإمامة ولو صحّ هذا للرافضي لصحّ للناصبي أن يقرأ هكذا ، ويجعله أمراً بالنصب الذي هو بغض عليّ وعداوته { وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرْغَبْ8 } واجعل رغبتك إليه خصوصاً ، ولا تسأل إلا فضله متوكلاً عليه . وقرىء « فرغب » أي رغب الناس إلى طلب ما عنده . عن النبي صلى الله عليه وسلم 1317 " من قرأ ألم نشرح ، فكأنما جاءني وأنا مغتمّ ففرج عني " .