Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 15-15)
Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ٱللَّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ … } قال ابن عرفة : هذا تشريف واعتناء بمقام النبي صلى الله عليه وسلم حيث ( تولى ) الله عقوبتهم ( بنفسه ) ولم يقل : ملائكة الله يستهزئون بهم . قال ( ابن عرفة ) ( وأوردوا ) هنا سؤالا في إسناد الاستهزاء إلى الله ( فقدّره ) المعتزلة ( بأنّه ) قبيح ، وصدور القبح من الله تعالى محال ، ( وقدّره ) أهل السنة / بأنّ الاستهزاء ملزوم بالجهل لقوله تعالى : { قَالُوۤاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ } والجهل على الله تعالى محال فالاستهزاء في حقه محال . وأجاب ابن عطية بثلاثة أوجه : إما أنه مجاز ( المقابلة ) كقولك : @ قَالُوا : اقترح شيئا نجد لك طبخه قلت : اطبخوا لي جبة وقميصا @@ وقول لبيد : @ أَلا لا يَجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا @@ وإما بأنه يفعل بهم من الإملاء بالنعم كفعل المستهزئ ، أو يفعل بهم في الآخرة ما هو في ( تأويل ) البشر كفعل المستهزئ ، حسبما روي أن النار تجمد كما تجمد الأهالة وهي الشحم ( فيمشون ) عليها يظنونها منجاة فتخسف بهم . قال الزمخشري : هلا قيل : الله مستهزئ بهم كما قالوا هم : إنما نحن مستهزؤون ؟ وأجاب بأن الفعل يفيد حدوث الاستهزاء وتجدده وقتا بعد وقت . ( فرده ) ابن عرفة بأن دوامه عليهم أشد وأشنع . قال : ويجاب عليه بأن التجدّد يقتضي تنويعه واختلافه عليهم شيئا بعد شيء فلا يستهزئ بهم بنوع واحد . وأجاب الطيبي بأن دوام العذاب فيه توطين لهم ، فقد تألفه نفوسهم وتدرّب عليه بخلاف تجدّده فإنه إذا ارتفع عنهم يرجون انقطاعه ( وإذا ) عاد إليهم كان أشد عليهم . قيل لابن عرفة : نقل بعض الشيوخ عن الأستاذ ابن نزار أنه كان ينهى عن الوقف على { إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ } لأن قوله { ٱللَّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ } مقابل لما قبله فالصواب إيصاله ( به ) ؟ فقال ابن عرفة : كان غيره يختار في مثل هذا الوقف في الفصل بين كلام الله وكلامهم كما ينهى عن الوقف على " إنَّا مَعَكُمْ " .