Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 167-167)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً … } . قال ابن عرفة : ( تمنوا ) العودة في الدنيا ، وأن يكونوا متبوعين ورؤساؤهم تابعين لهم فتبرؤوا منهم . قيل لابن عرفة : كيف يتمنون الرجوع إلى الكفر ؟ فقال : إنما تمنوا التبرّي فقط وهو مستلزم للكفر . فقال : أو يريد إنهم تمنّوا الرجوع ( للدنيا ) وبقاء رؤسائهم كفارا فيتبرؤون هم من دينهم واتباعهم كما تبرؤوا هم من نصرتهم في الآخرة . قال ابن عرفة : ويحتمل أن تكون الكاف للتعليل . قوله تعالى { كَذَلِكَ يُرِيهِمُ ٱللَّهُ أَعْمَالَهُمْ } . أي مثل ما نالهم من الحسرة يتبرى متبوعهم منهم ( لئلا ) تنالهم الحسرة برؤيتهم أعمالهم القبيحة وَبَالا عليهم ، وكذلك أعمالهم التي كانوا يظنونها صالحة وَبَالا عليهم لأنهم كفار . قيل لابن عرفة : الآية على قراءة مجاهد مشكلة فإنه قرأ " إذ ( تبرأ ) الذين اتَّبَعُوا " بفتح التاء " منَ الّذين اتُّبِعُوا " ( بضم التاء ) فيشكل قوله { وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ } ( لأنهم قد تبرؤوا منهم ) ؟ فقال ابن عرفة : تبرّي التابعين من المتبوعين يعم تبرّي المتبوعين منهم فلذلك قال هنا : { كَمَا تَبَرَّءُواْ مِنَّا } . قوله تعالى : { وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ ٱلنَّارِ } . قال ابن عرفة : قال الزمخشري : الضمير لمطلق الرّبط . لأن مذهبه خلود مرتكب الكبيرة في النار فلو جعله للحصر لكان مفهومه أنّ مرتكب الكبيرة يخرج من النار بالشفاعة . وأجاب بعض الناس بأنه يلزم أهل السّنة كذلك لأن الآية في كفار قريش وهم جعلوا مع الله شريكا فلا يصح الحصر لأن غيرهم من الكفار مخلدون في النار . وأجيب بأن الإجماع من الفريقين يقتضي أن الضمير لمطلق الربط . ( فالمعتزلة ) يحملون الآية على مذهبهم ويجعلون مرتكب الكبيرة مخلدا في النار . وأهل السنة يجعلونها على مذهبهم لكن الضمير ليس هو للحصر ليدخل الكافر غير المشرك فقط .