Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 171-171)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ ٱلَّذِي يَنْعِقُ } . أي وَصِفَةُ الَّذينَ كفروا كصِفة الذي ينعق . قال الشيخ أبو حيان : وقيل الكاف زائدة . قال ابن عرفة : يفوت معنى التشبيه لأن قولك زيد ( كزهير شعرا ) يقتضي أنك جعلته مثله سواء . وأجيب بأنه هنا شبهت الذّات بالذّات وذات زيد ( معينة ) مشخصة لا يقبل التعدد ، وفي الآية شبهت الصفة بالصّفة ، والصفّة يمكن فيها التعدد والمخالفة فجعلت كأنها هي ولو في ( وحدة ) النوع . قيل لابن عرفة : وكذلك ذات زيد جعلت كأنها ذات عمرو في الشعر فقوله " شعرا " أزال الشخص والتعيين . فإن قلت : لم خالف بين " كفروا " فعبر فيه بالماضي وبين " من ينعق " ( فجاء ) به مستقبلا وهلا استويا أو كان الأمر بالعكس ؟ فالجواب بوجهين : - ( الأول ) : أن المراد من اتصف بمطلق الكفر . - الثاني : أنه تقبيح للكفر أن يذكر بصيغة يقتضي الدوام . قال ابن عرفة : وعادتهم يفرقون بين الدعاء والنداء بأن الدعاء يكون بلفظ الطلب وسواء كان معه نداء أو لم يكن ، والدعاء أخف من النّداء لأن البهائم تناديها فلا تجيب فإذا دعوتها وزجرتها أتت . فالنداء للخواص والدعاء للعوام فمن لم يستجب للنداء قد يستجيب للدعاء ، ومن لم ينفع فيه ( الدعاء ) فهو في غاية الجهل والغباوة . ونقل أبو حيان عن بعضهم : ( إلاّ ) زائدة . قال ابن عرفة : وسببه توهم التناقض لأنه إذا قال : { لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَآءً وَنِدَآءً } ، ويلزم أن يكون الدعاء والنداء مسموعين له وقوله { صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ } يدل ( على ) أنه لا يسمع شيئا بوجه . قوله تعالى : { فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } . أي العقل التكليفي النافع .