Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 259-259)
Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : / { أَوْ كَٱلَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ … } . قال ابن عطية عن ابن عباس وجماعة : هو عزيز بن منبه ، وجماعة هو أرمياء . ( وقال ابن اسحاق أرميا هو الخضر ) . ( وضعفه ابن عطية . قال : إلاّ أن يكون اسما وافق اسما لأن الخضر ) هو معاصر لموسى عليه السلام ، والّذي مر على القرية ( هو ) بعده بزمان من سبط هارون فيما روى وهب بن منبه . قال ابن عرفة : هذا بناء منه على أنّ الخضر عليه السلام مات والنّاس يقولون : لم يزل حيا إلى الآن على أنّ العلماء قد حكوا في موته خلافا . ( قال ابن عرفة : وعطفه ) بغير فاء دليل على سرعة القول حتى أنه قال ذلك مع المرور لا بعده وتعجب من نفس الإحياء أو من كيفيته . قوله تعالى : { بَعْدَ مَوْتِهَا … } . ولم يقل من بعد موتها إشارة إلى ( كمال ) التأخر والانفصال عن أزمنة البعدية لا أوّلها والمجاز فيها من أحد وجهين : إما أن يراد بالإحياء العمارة وبالموت الخراب أو يكون الإحياء حقيقة ، والموت كذلك والمراد بعد موت أهلها . قوله تعالى : { ثُمَّ بَعَثَهُ … } . قيل لابن عرفة : ثم للمهلة ولا مهلة بين المائة عام وبين البعثة ؟ فقال : إما أن يعتبر أول أزمنة المائة عام أو نقول : المائة عام ماهية مركبة من أجزاء والإماتة بعد مجموعها ، ولا تسمى الماهية إلا بكمال أجزائها فكانت المهلة بين إماتته مائة عام وبعثه لابين آخر جزء مائة ) . قوله تعالى : { قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ … } . قالوا : إنه مات في أول النهار ضحوة وبُعث آخر النهار فقال : لبثت يوما ثم نظر فوجد الشّمس لم تزل على ( الجدران ) فقال : بعض يوم . قيل لابن عرفة : وكذلك كان يقول : لو وجدها غابت لأنه ( ما مات ) إلا ضحوة بعد مضي بعض النهار ؟ فقال : ما اعتبر إلاّ ما بعد ( موته ) وما قبله كان فيها فيها مستصحبا الحياة . قوله تعالى : { فَٱنظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ … } . الفاء للسببية والنّظر البصر ويستلزم العلم لقول الله : { أَعْلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } . وقوله : { لَمْ يَتَسَنَّهْ } . الزمخشري حمله على ثلاثة أوجه : أحدها : لم تمرّ عليه السنون لعدم تغيره مثل " عَلى لا حب لا يهتدي بمناره " فبقاؤه دال على عدم مرور السنين عليه ومرور السّنين عليه يقتضي عدم بقائه . الثاني : أنّ معناه لم يتغير . قوله تعالى : { كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً … } . قال أبو حيان : أعربوا " كَيْفَ نُنشِزُهَا " حالا من " العظام " أي انظر إلى العظام محياة . وردّ بأن الجملة الاستفهامية لا تقع حالا وإنما تقع حالا ( كيف ) وحدها . قال ابن عرفة : ( يصح ) ذلك على إضمار القول كما قال : " جاؤوا بمذق هل رأيت الذيب قط " ؟ . قوله تعالى : { نُنشِزُهَا … } . على قراءة الرّاء معناه نحييها فيحتج به على أن العظام تحلمها الحياة . قوله تعالى : { فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ … } . وقال أولا : { أَنَّىٰ يُحْيِـي هَـٰذِهِ ٱللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا } ؟ قال ابن عرفة : إن كان كافرا فظاهر ، وإن كان مؤمنا ( فمذهبنا ) على القول بأن العلوم النظرية تتفاوت بالقوة والضعف خلافا لقول أبي بكر الصديق رضي الله عنه " لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا " . فهذا كان يعلم ذلك لكن علم المشاهدة أقوى من علم ما هو غائب . قيل لابن عرفة : إنّ بعض الناس يجري على لسانه : يا حمار عزير . فقال : يتقدم إليه وينهى عن ذلك فإن عاد إليه فلا يبعد أن يقال : إنه يؤدب . قلت : في كتاب القذف من التهذيب ومن قال : يا شارب خمر أو يا خائن ، أو يا آكل الربا ، أو يا ابن الحمار ، ( أو يا ثور ) ، أو يا خنزير فعليه النكال . وفي المدارك للقاضي أبي الفضل عياض رحمه الله في باب نوادر من أخبار مالك سأله رجل عمن قال للآخر : يا حمار ؟ قال : يجلد . قال : وإن قال له : يا فرس ؟ قال : تجلد أنت . ثم قال : يا ضعيف هل سمعت أحدا يقول : يا فرس ؟ .