Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 273-273)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { لِلْفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحْصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ … } . قال الزمخشري : أي اعمدوا للفقراء أو جعلوا ما تنفقون للفقراء . ويجوز أن يكون خبر متبدإ ( محذوف ) أي صدقاتكم للفقراء . قال ابن عرفة : المقدرات باعتبار المعنى متفقة وباعتبار كيفية الدليل مختلفة " وَسَبِيلِ اللهِ " قال مالك في كتاب الحبس : هو وجوه الخير . بالإطلاق كيف ما كانت . وقال ابن عبد البر : المشهور عن مالك أنه الجهاد . قوله تعالى : { أَغْنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ … } . ولم يقل : من تعفّفهم إشارة إلى اتصافهم بأبلغ وجوه التعفف لأن تعفف المحتاج ( المضطر ) إلى المسألة ليس كتعفف من لم تبلغ به الحاجة إلى السؤال فأفاد أن هؤلاء لم يتّصفوا بتعفّفهم اللائق بهم بل اتصفوا بالتعفف الإجمالي . قوله تعالى : { تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ } . الخطاب له ولغيره . قوله تعالى : { لاَ يَسْئَلُونَ ٱلنَّاسَ إِلْحَافاً … } . ونقل هنا ابن عرفة كلام المفسرين ثم قال : ويحتمل أن يكون مثل { وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ } أي لو قدر صدور السؤال منهم لما قدر وقوعه إلا بالإلحاف لأجل ما نالهم من الجهد والحاجة ، ويحتمل أن يكون مثل قول الله تعالى { لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ } فيكون من باب ( نفي ) استلزام الأخص أمرا وإذا لم يستلزم الأخص أمرا لم يستلزمه الأعم . والمعنى : لا يسألون الناس لأجل الإلحاف ( في السؤال ) أي لأجل سبب الإلحاف وهو شدة الحاجة وإذا لم يسألوهم لأجل شدة الحاجة فأحرى أن لا يسألوهم لأجل سبب عدم الإلحاف وهو مطلق الحاجة فقط . قال الفخر بن الخطيب يحتمل أن يراد بالإلحاف ( تأكيد ) صبرهم . قال ابن عرفة : ينبغي أن يوقف على قوله : { لاَ يَسْئَلُونَ ٱلنَّاسَ إِلْحَافاً } مصدر ، أي يلحفون إلحافا ، أي يبلغون في شدة صبرهم وتجلدهم على الفقر . انتهى . قوله تعالى : { وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } . قال ابن عرفة : قالوا : إن العبد يفرق بين حالة طاعته لسيده وهو حاضر ينظر إليه وبين حالة طاعته له في غيبته فمع الحضور يجتهد أكثر . قيل لابن عرفة : إذا بنينا على مذهب أهل السنّة في التفريق بين ( عليم وبصير ) فيرد السؤال على ما قلت ، فيقال : هلا قيل : فَإنّ اللهَ بِه بصير فهو أخص من ( عليم ) خلافا للمعتزلة ؟ فقال : الآية خطاب للعوام لا للخواص وصفة العلم عندهم ( أجلى ) اذ لا خلاف فيها ، بخلاف بصير فإنّ منهم من ردّه لعليم ومنهم من أبقاه على ظاهره .