Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 275-275)
Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ ٱلرِّبَوٰاْ لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيْطَانُ مِنَ ٱلْمَسِّ … } . قال ابن عرفة : يحتمل أن يكون التشبيه بمن يتخبطه " الشيطان من المس ( حال ) تخبطه . ويحتمل أن يكون التّشبيه بالمتخبط إثر تخبطه ) ) والظاهر العموم ، لأن الآكلين من الربا متفاوتون في الأكل ، فالمكثر منهم شبيه به حال التخبط والمقلل شبيه به أثر التخبط . قال ابن عرفة : وجه مناسبتها لما قبلها أنها تقدمها إنفاق الصدقة ، والصدقة ( من ) غير عوض ( والرّبا في ظاهر الأمر زيادة من غير عوض ) لأنه يدفع قليلا في كثير . وقدّر الفخر المناسبة بأن الصدقة ( نقص من المال ) والرّبا زيادة فيه ، فالنفوس تحبه وتكره الصدقة فجاءت الآية ردّا عليهم وإشعارا بأن ذلك النقص زيادة وتلك الزيادة نقص . قال الزمخشري : " مِنَ المَسّ " متعلّق بـ " يقومون " ( أو يقوم ، فرد عليه أبو حيان تعلقه بـ " يقومون " ) لأن قيامهم في الآخرة وليس فيه جنون ولا مس . قال ابن عرفة : وفيه عندي نظر من وجه آخر وهو ( أنّك تقول ) : ما أكل زيد إلا كالشيطان يأكل بشماله . أو تقول : ما أكل زيد بشماله إلاّ كالشيطان ( يأكل بشماله ) . فهذه الحالة أخف لأنه في الأولى ذمّ لآكله مطلقا ، وفي الثانية ذم له إذا اتّصف بالأكل بالشّمال وقد لا يتصف به ، وكذلك هذا يلزم أن يكون التشبيه خاصا بقيامهم من المس فيقال : لعل لهم ( حالة ) أخرى يقومون ( بها ) من المس . قال ابن عرفة : اعلم أن القدماء من المعتزلة ينكرون الجنّ بالأصالة ، وهو كفر لا شك فيه فإنه تكذيب للقرآن والحديث ، والمتأخرون منهم يثبتونهم وينكرون الصرع . قوله تعالى : { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوۤاْ إِنَّمَا ٱلْبَيْعُ مِثْلُ ٱلرِّبَوٰا۟ } . قال الزمخشري : الإشارة للعقاب . قال ابن عرفة : أو لأكلهم الربا لأنه سبب في عقوبتهم وسبب السبب مسبب ، وهذا قياس تمثيلي ذكروا منه قياس ( الشبه ) والتسوية وهو قياس أخروي بمعنى أن الحكم في المقيس عليه ثابت في الفرع المقيس من باب أحرى فينعكس فيه التشبيه . ومثله ابن مالك في المصباح بهذه الآية وبقول الشاعر : @ كأن انتظار البدر من تحت غيمه نجاة من البأساء بعد الوقوع @@ وبقول الآخر : @ وكأن النجوم بين الدّجى سنن لاح بينهن ابتداع @@ فجعل أهل السنة بين المبتدعة بمنزلة النجوم في الظلام . وقال غيره : الاهتداء بالنجوم يحتاج فيه إلى معرفة استدلال واتباع أهل السنة لا يحتاج فيه إلى تكليف دليل فكان أحرى . قوله تعالى : { وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلْبَيْعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْ … } . قال الزمخشري : هذا رد على قياسهم . قال ابن عرفة : بل هو عندي تجهيل لهم ، ويكون النّص متقدما فهو قياس في معرض النّص فهو فاسد الوضع وعلى ما قال الزمخشري يكون النص غير متقدم .